الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني سريع البكاء لأدنى موقف، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:

لدي ولد سوف يتم -بإذن الله تعالى- من العمر (9) سنوات في شهر يناير (2016)، وفي البداية أخطأت في التعامل معه منذ أن كان عمره سنتين تقريبا، بحيث كنت شديد العصبية معه، وكثير التعنيف له، وحاولت أن أمسك نفسي عن ذلك كثيرا، فكنت أفشل في كل مرة إلى أن وصل عمره تقريبا ما بين الست والسبع سنوات، حينها أدركت الخطأ الجسيم في طريقتي معه؛ حيث كان يتجنبني دائما، وكان قريبا جدا من أمه، وأصبح سريع البكاء، ولكن ليس البكاء الغاضب، لكن البكاء النفسي (تصعب عليه نفسه – يبكي من الخوف أن يغضب منه أحد – يبكي لو كلمته بحنان، أو أطلت في حضنه – يبكي لو نقص درجة في المدرسة في الإملاء أو الامتحان؛ لكي لا تغضب أمه منه - يبكي لو المدرب قال: إنك لست جيدا اليوم، فيخاف أن نغضب منه) خلاصة الكلام أنه يبكي بسهولة وسرعة مع تعرضه لأي موقف أي: من أقل المواقف يبكي.

والحمد لله أني تمكنت من السيطرة على عصبيتي معه، وامتنعت عن تعنيفه الشديد منذ سنة وأكثر تقريبا، وتقربت منه كثيرا، وأصبحت أكلمه كصديق وصاحب، ولكن مشكلة البكاء ما زالت معه، فكيف أستطيع التغلب عليها؟

أريد استشارتكم في علاجها، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح جدًّا أن ابنك حسَّاس جدًّا، وصاحب شخصية مُرهفة، ولذلك عندما كنت كثير العصبية معه كان هذا يؤلمه كثيرًا، ولذلك ابتعد عنك وتقرَّب إلى أمه، والآن -كما ذكرتَ أنت- بدأت تحسَّ به، ووجدته إنسانا مرهفا ورقيقا وحسَّاسا لدرجة كبيرة يتأثر لأتفه الأشياء.

لا تقلق كثيرًا، الأطفال عادةً في حالة من التطور في الشخصية، فشخصية الطفل في حالة من التطور والتبدُّل، والنمو النفسي يتغير من سنة إلى أخرى؛ فلا تقلق كثيرًا، خاصة النواحي العاطفية، كل المطلوب منك -كما قلت- أن تتقرب إليه، ولكن لا تذهب إلى الشيء العكسي مائة وثمانين درجة، عامله بصدقٍ، وكنْ نفسك، وحاول أن تسمع إليه في كثير من الأحيان، حاول أن تُلاعبه، حاول أن تكون قريبًا منه، وكن واثقًا أنه تدريجيًا سيتغير.

هذه المراحل يمر بها الأطفال كثيرًا، وإن شاء الله تعالى يتغيرون ولا يحتاجون إلى علاج نفسي ولا إلى علاج دوائي، فهي مرحلة من مراحل التطور، فيها الحساسية الشديدة.

دائمًا شجِّعه وحفِّزه، وطالما كنت عنيفًا عليه معناه أنك كنت تتطلع لتطلعات عليه فيه، وقد يجد صعوبة في تحقيقها، الآن تنازل من سقف تطلعاتك، وأكثر من التشجيع له، ليس المطلوب أن تكون درجة في الامتحان مائة بالمائة في كل المواد، دعه يعمل الأشياء التي يُحبها، وإن شاء الله تعالى تختفي ما تحذر وتقلق منه بالنسبة له.

وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Ahmed

    جزاكم الله خيراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً