الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعرض لانتقاد الكثير من الناس لعدم اتباعي وسائل الموضة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة طبيبة، عمري 26 سنة، ولكنني لا أرغب في عالم الفتيات، وأريد الابتعاد عنه، لأن أغلب حديثهن عن موديلات الملابس، ومساحيق المكياج، ووسائل التجميل، والكلام عن الحب والغرام، والحديث عن أمور الزواج، واﻻهتمام بشخصيات التلفاز [كالممثلين]، والحديث عن خصوصيات النساء والطبخ والأكل، وتضييع الكثير من الوقت في تلك الأمور، وفي نظرتهم تلك تكون الفتاة ناجحة في المجتمع.

أستطيع أن أتجنب الكلام في تلك الأمور، ولا أستطيع محاكاتهم، وأرى أن ذلك ضد مبادئي، فكيف أفعل؟ وإن كنت أرغب فيه، ولكنني أتعرض للكثير من الانتقادات، سواء من الأهل أو الجيران، أو الأصدقاء، وبالرغم من أن ذلك كله يجذبني، لكنني أرى أنه مضيعة للوقت والمال، فالأكل الذي يتم إعداده في أوقات طويلة، يتم أكله في دقائق، ثم يعود الشخص جائعاً وكأنه لم يأكل.

ﻻ أستطيع تجنب تلك الانتقادات، كما يصعب علي الانقياد لتلك الأشياء، والجميع ينظر لي نظرة خاصة، لأنني طبيبة، ويجب علي اللبس على الموضة، واستخدام مساحيق التجميل، ووسائله من حقن بالإبر وغيرها، ولكنني أعتبر شرائي فوق ما أحتاج تبذراً، فالموضة ليست حجاباً فقط، ووسائل التجميل تغييراً لخلق الله تعالى.

أحياناً أشعر بالرغبة في الزواج، ولكن أشياء كثيرة تمنعني منه ولا أستطيع تجاوزها، فكيف أتخلص نهائياً من التفكير في الزواج؟ وقد أخبرت جميع من حولي برفضي للزواج، وأدعو الله ألا أتعرض لأي موقف يعرضي لطلب الزواج، لأن جميع من حولي يقولون لي: ستندمين على موقفك هذا، فأصبحت في حيرة من أمري، ومترددة بين رغبتي في الزواج ورفضي له، وكلام الأهل والناس، وأراهم مخطئين، فماذا أفعل، وهل أنقاد لهم؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ban حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق الآمال.

لا تنقادي للمظاهر، ولا تتابعي ما فيه مخالفة لشريعة القدير القاهر، وحافظي على قيمك، والبسي الثوب الساتر، وأطيعي من يدعوك إلى الزواج، فإن الخير في العفاف، والأمومة لا تتحقق إلا بالزواج، وهي قيمة لا تغني عنها المناصب ولا الشهادات، ولا تترددي إذا طرق بابك صاحب الدين والأخلاق، ولا تتأخري فإن خير البر عاجله، وإذا تزوجتِ، فأظهري لزوجك ما وهبك الله من الذوق والجمال، واهتمي بمنظرك لتعفي زوجك ونفسك، فإن الجمال والمفاتن لا يجوز إظهارها إلا للزوج.

وهذه صيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا رفضك لأن تكوني إمعة، فحافظي على مبادئك، وتوكلي على ربك، واستعيني به، واعلمي أن الناس لا يرضيهم شيء، وأن العاقلة تجعل همها إرضاء الله، فإذا رضي العظيم أرضى عنها الناس وأسعدها، فكوني مع الله ولا تبالي، ولا تغتمي من أجل تعليقات الناس، واهتمي بتعليمك، وأعدي نفسك للمستقبل.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يسوق لك رجلاً صالحا من أهل الخير، وأن يسعدنا جميعا بالحلال، وأن يوفقنا جميعا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً