السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم اهتمامكم، وحرصكم، ونصائحكم، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب عمري 18 سنة، نشأت منذ صغري على حب الدين والقرآن -فلله الحمد- أحب ديني جدًا وأحب أن أسمع للمشايخ، حريص على رضا الله عني، وأتمنى أن أخدم ديني.
منذ سنة تقريبًا ابتليت بوسواس الشرك والكفر، ثم بعد ذلك بمدة قصيرة أصبت بوسواس الرياء، وتعذبت كثيرًا، لكن -الحمد لله- تقربت أكثر من الله، ثم جاء رمضان وزادت عليّ الوساوس والخواطر وعند انتهاء رمضان خفت، لكن حدث لي شيئا قلب موازين ديني ودنياي، وأنا أعاني منه منذ 4 أشهر، وسأسرد الذي يحدث معي بالتدقيق، فأرجو أن تتمعنوا حالتي جيدًا.
ذلك اليوم الذي تغير فيه كل شيء، وبعد محاربة بعض الوساوس والخواطر شعرت بانغلاق في جسدي، واختفاء مفاجئ للوساوس.
مررت باكتئاب عجيب لمدة 20 يومًا، كنت لا آكل ولا أشرب ولا أنام، ثم ذهبت كل هذه الأعراض تدريجيًا، لكن ظهر ما هو أسوأ، فقد تبلدت مشاعري كليًا لا أشعر بالفرح، ولا بالحزن، ولا بالهم، ولا الغم، ولا ضيق الصدر، وكأنني جسد بلا روح، حتى أسرتي لا أجد الحب تجاههم، حتى ولو ماتوا جميعهم بما فيهم أمي، والله اشتقت لنفسي، اشتقت للدموع وللهم والغم.
أصبحت أرى نفسي غريبًا بين الأصدقاء، كما أنني أصبحت أحب الوحدة، لكن ما هو أسوأ بكثير هو اختفاء إيماني ويقيني بالله وتوكلي عليه، وكل شيء، كما أنني أشعر أنني إنسان بلا عقيدة، الصلاة بدون روح، وكذلك الأذكار وتلاوة القرآن، حتى النوم لا أجد فيه راحتي، بل أستيقظ وأنا متعب.
كرهت نفسي فأنا أعيش بدون هدف، لا أمل لي في العودة إلى ما كنت عليه، أنا قانط ويائس، حتى الدعاء تركته ليس لأن الله لا يستجيب، بل بسبب ذلك الفراغ والقنوط الذي أشعر به عند الدعاء، وعند سائر العبادات.
إلى الآن ما زلت محافظًا على كل صلواتي في المسجد، وأذكار الصباح والمساء، وورد من القرآن.
وفي الختام: كل ما أريده هو الرجوع إلى الله، وإلى نور الإيمان، لا أريد دنيا فانية، بل أريد جنة قطوفها دانية.
أعلم أن الله هو الشافي هو الهادي، فأسأله سبحانه أن يجعلكم سببًا لذلك.