الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عشرون عاما وما زلت أعاني من رائحة العرق!

السؤال

السلام عليكم.

منذ أن كنت في المرحلة الثانية أصبت بمشكلة التعرق الزائد، وكان يبلل ملابسي بشكل دائم، ولا تفيد معي أي مزيلات العرق، مما يسبب لي حرجاً كبيراً، وفي إحدى المرات أعطاني الصيدلي كريم كلوريد ألومنيوم، واستعملته لفترة، وفي نفس هذه الفترة تعرضت لحالة خوف، فذهبت إلى طبيب نفسي، وأعطاني نوعين من الأقراص، ولاحظت في هذه الفترة أن كمية التعرق خفت، فلم يعد العرق يبلل ملابسي، ولكنه موجود بكمية خفيفة ومستمرة في جميع الأوقات، وأنهيت فترة العلاج بهذه الأقراص، ومدتها كانت شهرا، وأيضا أوقفت استعمال الكلوريد، لما سبب لي من حساسية في الجلد، ولم أكن أعرف أيهما نفع معي، هل هي الأقراص التي لا أعرف اسمها لأنها من مستشفى حكومي، أم كريم الكلوريد؟

ولكن المشكلة أن رائحة العرق لم تزل، بالرغم من حرصي على الاستحمام في اليوم 3 مرات، واستعمال جميع أنواع المزيلات العادية والمضادة للتعرق، ومقشرات ومطهرات، وما زال العرق مستمرا، فلو أضع يدي أحس بتبلل المنطقة في البرد والحر، وفي كل وقت.

نصحني الطبيب بإبر البوتكس، أجريتها حتى الآن 7 مرات عند أكثر من طبيب، ودون فائدة، رغم أنني أحيانا آخذ إبرتين من البوتكس في وقت واحد، ولكن دون فائدة.

أيضاً أجريت جلسة تجفيف، وفي البداية شعرت بجفاف بنسبة 40٪ ونتج أيضاً عرق تعويضي كثير في الظهر، ولكن هذا فقط لمدة شهر ونصف، بعدها عاد كل شيء إلى وضعه، وأيضا حتى بعد الجلسة كنت أشعر بالعرق تحت الجلد، ولم تزل الرائحة.

قرأت عن متلازمة رائحة السمك، وامتنعت عن أكل اللحوم ومنتجاتها، من حليب وأجبان وأسماك، وجميع ما قرأت أنه يحتوي على الكولين، واستمررت لمدة شهر دون أن ألاحظ فرقا، وما زلت لا أتناول اللحوم والأسماك والبيض.

توقفت عن شرب القهوة لمدة شهر، ودون جدوى، لا أتناول البصل أو الثوم أو البهارات القوية، وأحرص على المشروبات العطرية.

استعملت درايكلور ودرايسول ومناديل تحتوي على كريم كلوريد الأمونيوم، وحاولت تحمل التحسس، وكنت أستمر على كل منتج أكثر من 3 أسابيع، دون فائدة، وأيضا أكواكس وديو كريم من لويس، ولا شيء!

استعملت الديتول مسحة والصابون، وكذلك الشبة والمسك والخل الأبيض وخل التفاح، والغسل بالسدر والتعقيم بالملح، وكذلك استعملت الليمون مسحة، أو مع خلطات وقشر الرمان، ودون فائدة.

قرأت أنه قد يكون بكتيريا، واستعملت مضادا حيويا، وكريم فيوسيدين، واستمررت على الكريم أكثر من شهر، ولم ينفع.

قرأت أنه قد تكون فطريات، واستعملت كريم اليكا أم ودكتارين، ولم ينفع، وشربت المرامية والشمر لتخفيف التعرق فلم يفد، واستعملت حليب الشوك كمطهر ولم ينفع، وكذلك تناولت بكتيريا نافعة لمدة أسبوع وبلا فائدة.

أعاني من هذه المشكلة منذ أكثر من 20 سنة، ولم أجد لها حلاً، قرأت أن هناك من استعمل أدوية إندرال ونفع معه؛ لأنها مشكلة نفسية، لكن لم أجد الدواء في الصيدلية.

طوال هذه الفترة من طبيب إلى آخر، والبعض يقول حالة غريبة، والبعض يصر على البوتكس، وكنت أفعله بالرغم من أنه دون فائدة، وكذلك نصحتني طبيبة بالليزر لمنطقة الإبط، وأجريته دون فائدة، وقالت لي طبيبة أخرى عن عملية تدبيس العصب، ولكني قرأت في النت عن أشخاص أجروها وعادت المشكلة، وقرأت عن عملية شفط الغدد، لكن لا أعلم هل هي مجدية لحالتي التي فيها التعرق قليل ومستمر؟

أجريت تحليلا للغدة، وكانت سليمة، ولا أعاني من سكر -ولله الحمد-، وجميع أخواتي ليس لديهم هذه المشكلة، وكتب لي الطبيب فلاجيل ولم ينفع، وما زال التعرق مستمرا، ورائحة العرق القوية جدا هي أكبر مشكلة لي، والحرج الذي أنا فيه دوما، والحالة النفسية، فهل هناك شيء لم أفعله قد يكون هو الحل -بإذن الله-؟

أعتذر على الإطالة، ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أستطيع أن أتفهم معاناتك التي شرحتيها باستفاضة، وتجربتك للعديد من العلاجات وعدم حصولك على النتيجة المرجوة.

يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم، نوع Eccrine glands، ويوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريباً، وينتج أو يفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها، والنوع الثاني Apocrine glands، ويوجد في أماكن محددة مثل الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية، والثديين، وينتج أو يفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد له وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

تنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق -وبالأخص في منطقة الإبطين-، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد، وإنتاج المواد -الأمونيا والأحماض الدهنية- ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة -أو الزنجة-.

لذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد وبالأخص تحت الإبطين جافاً، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:

- غسيل الجسم، وبالأخص منطقة تحت الإبطين على الأقل مرة يومياً.
- إزالة الشعر تحت الإبطين، حتى نمنع تجمع العرق والبكتيريا على الشعر.
- تغيير الملابس المبللة بالعرق سريعاً والاستحمام والتخفيف.
- استخدام مزيلات العرق، والمعروفة علمياً، وتجارياً Anti-perspirants والتي تحتوي على Alumium chloride، بالإضافة إلى المعطرات Deodarants، وتوجد مستحضرات تحتوي على الاثنين معاً، وفي حالتك تحديدا، أنصح باستعمال تركيبة Alumium chloride بتركيز أعلى من تلك الموجودة بالمنتجات التجارية، حتى يكون تأثيره أقوى، ويقوم بعمل التركيبة الصيدلي، وأتصور أن ذلك المستحضر هو الذي أتى بنتيجة جيدة معك -كما ذكرت في بداية استشارتك-.
- لا مانع من استخدام كريم مضاد للبكتيريا لمدة أسبوع أو أسبوعين، بواقع مرتين يومياً، مثل: كريم الفيوسيدين أو الميبروسين، ثم استخدامة مرة أسبوعيا بعد الاستحمام.

توجد بعض العلاجات الأخرى مثل: حقن البوتوكس، وإزالة الشعر بالليزر، وقد قمت بعمل ذلك، وأخيراً يوجد بعض أنواع العلاجات التي يتم تناولها من خلال الفم لتقليل التعرق، ولكن لهذه العلاجات العديد من المحاذير، بالإضافة إلى الآثار الجانبية، والتي يجب مناقشتها بشكل وافي مع الطبيب المعالج، قبل الإقدام على استخدامها.

وفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً