الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بذاتي وكثير السرحان

السؤال

السلام عليكم

أنا لستُ مدركاً لذاتي، أشعر وكأنَّ كل شيءٍ غير واقعي، وهذا منذ ولادتي, وأنا عمري الآن 19 سنة، وعندما كان عمري 16 سنة حدثت لي مشكلة وكنت أبكي، وفي تلك اللحظة رأيت نفسي في المرآة، وعندها أدركت ذاتي، وأدركت أني موجود في هذا الكون، وبعد تلك اللحظة أصبحت دائما أفكر في ذاتي.

ومن تلك اللحظة إلى الآن عندما أفكر في ذاتي وأركز على وجودي تمر بعض الثواني من 30 ثانية إلى دقيقة تقريبًا وبعدها أدرك ذاتي، ولكن هذا الإدراك لا يزيد عن الثانيتين فقط، ثم أعود مجددًا غير مدرك لذاتي، وغير مدرك للواقع.

معلومات عني: انطوائي، كثير السرحان، أحلم أحلام اليقظة كثيرًا(مؤخراً)، أحياناً وليس دائمًا عندما أتكلم أقول كلمةً ليست الكلمة التي أقصدها، لكن بعدها أنتبه لنفسي وأصحح الخطأ، وأحياناً لا أنتبه لذلك الخطأ.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنك عانيت وتعاني ومنذ عدة سنوات من هذه الأعراض التي وصفت في رسالتك، وأكيد أنها لم تكن بالمعاناة السهلة، أعانك الله وخفف عنك.

هناك احتمال كبير أن هذه الأعراض مما وصفت من عدم إدارك الذات أنه من نوع أحلام اليقظة، والتي هي كثيرة عندك، وبحيث أنك تسرح مع أحلام اليقظة هذه، وبالتالي فربما علاجها بالعمل على التعرف على اللحظات الأولى التي تأتيك فيها أحلام اليقظة، فتعمل على إيقافها عن الاسترسال، فإيقافها في البداية أسهل بكثير من اعتراضها بعد أن تتعمّق.

ويمكن تدريب نفسك على التعرف على بدايات مثل هذه الأحلام، ومن ثم العمل على فعل شيءٍ يوقفها، كأن تغيّر مكان جلوسك، أو تنتقل لعملٍ آخر يتطلب منك بعض التركيز والانتباه.

والاحتمال الآخر أن هذه اللحظات من عدم أو ضعف إدراك الذات أنها ربما هي نوع من بعض الشحنات الكهربائية في الدماغ، والتي نسميها عادةً بنوبات الصرع، وإن وجدت عندك فمن الواضح أنها خفيفة، وبحيث أنها لا تصل لمرحلة الاختلاجات والتشنجات، حيث يمكن للمصاب أن يقع على الأرض.

وطبعا ليس بالضرورة أن يكون هذا بسبب نوبات الصرع، فقد يكون لمجرد أمرٍ عارضٍ كالتعب والإجهاد.
ومن باب الاطمئنان، فالذي أنصح به هو أن تراجع طبيبًا عامًا ليقوم بالفحص العام والبسيط، وليتعرف على طبيعة الأعراض والقصة المرضية، وبالتالي أن يصل للتشخيص الصحيح، ومن ثم العلاج المناسب.

وفقك الله وكتب لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً