الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطلقة وتقدم لي رجلا متزوجا.. فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أستاذ عقيل المقطري: أريد استشارتك في موضوعي، أنا سيدة مطلقة منذ ثلاث سنوات، ولدي طفلة عمرها 3 سنوات، تقدم لي رجلا متزوجا ذو خلق، طيب وأهله كذلك، ولكنه لم يرزق بأطفال من زوجته الأولى لأسباب طبية تخصها، أنا ما زلت مترددة بالموافقة، وأحتاج إلى نصحكم وإرشادكم، هل أوافق أم لا؟ وإن كانت الإجابة بالموافقة والقبول أرشدني بما يساعدني من أجل تخطي المشاكل في حال وجدت مستقبلا -لا قدر الله-.

وجزاك الله أنت والعاملين على الموقف كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاحرصي على توفر الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك، وأهمها الدين والخلق كما قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.

إن تأكدت من توفر الصفات المطلوبة، فصل صلاة الاستخارة، وهي ركعتان من دون الفريضة، ثم ادعي بالدعاء المأثور، ووافقي على الزواج به مع اشتراط الشروط التي ترين أهميتها، كبقاء ابنتك معك، فكونك تكلين الأمر لله تعالى فلن يضيعك الله، ولن يختار لك إلا ما فيه الخير، فإن سارت الأمور على ما ينبغي بيسر وسهولة فهذا دليل أن الله اختاره زوجا لك، وإن تعسرت الأمور فيعني أن الله صرفه عنك.

اشترطي عليه أن يعدل بينكما في قسمة الأيام والنفقة وسكنا خاصا بك.

في حال أن تزوجت به اهتمي به اهتماما كبيرا، فابتدئيه بالكلام العاطفي المباشر، وعبر الهاتف، وأحسني من استقباله وتوديعه، واعتبري نفسك الزوجة الوحيدة له، واهتمي بمظهرك، فكوني دائما بأبهى حلة، واهتمي بمظهره ومظهر بيتك، وشاركيه همومه في العمل، ونفسي عنه مشاكله، وأشبعي رغبته الجنسية، وهيئي له سبل الراحة تكسبي حبه وتأسري قلبه.

لا بد أن تكبحي جماح غيرتك، وأن تشغلي أوقاتك في حال غيابه عنك بأعمال البيت، ولو أمكن أن تنضمي إلى حلقة لتحفيظ القرآن الكريم وتحصيل العلم الشرعي، أو القيام ببعض الأنشطة الخيرية والاجتماعية، فذلك سيقضي على أوقات الفراغ عندك، ولا تتواصلي معه وهو في البيت الآخر، واطلبي منه أن يتواصل معك حين يكون خارج بيت زوجته الأولى، وعليه كذلك ألا يتواصل مع زوجته الأولى من بيتك، لأن ذلك يثير الغيرة عند الضرات.

إياك أن تذكري زوجته الأولى لا بخير ولا بشر، أو تسأليه عنها، بل اعتبريه غير متزوج، ولا ينبغي له أن يذكرها بحضرتك ولا يذكرك بحضرتها، فذلك سبب كبير من أسباب المشاكل الزوجية.

لا تكثري عليه الطلبات، خاصة إن كان دخله محدودا، لأن النفقات في تلك الحال ستثقل كاهله، وقد تسبب له مشاكل كثيرة.

أكثري من تلاوة القرآن، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحري أوقات الإجابة، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وسليه أن يخفف غيرتك ويسعدك بزوجك.

أسأل الله تعالى أن يوفقك، ويرزقك الزوج الصالح، ويسعدك في حياتك إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً