الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك مضار من إعطاء الطفل دواء التشنج مع سلامة التحاليل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عندي بنت عمرها سنتان و4 أشهر، عدما كانت في عمر السنة بدأ معها أول تشنج، وكانت حرارتها 38.5 ، وتكرر التشنج معها مرتين، وكان معها التهاب في اللوز أيضا، وبعد ذلك صار يتكرر معها التشنج في كل مرة يصيبها المرض 3 مرات، وفي آخر مرة تكرر معها 5 مرات خلال 24 ساعة، وكانت حرارتها أحيانا تكون 39، وأحيانا 37.7.

صرف لها الأخصائي كيبرا لمدة سنتين، ولكن استخرت وإلى الآن لم أبدأ بإعطائها منه؛ لأني متخوفة جدا منه، ولأن الكورس سنتان طويل جدا، وأخشى أني لن أستطيع أن ألتزم في العلاج بشكل دقيق.

وللعلم فقد أجرينا لها أشعة مقطعية وكانت سليمة، وكل تحاليلها سليمة، وإلى الآن ننتظر موعد تخطيط الدماغ، والدكتور أخبرني بأنها يجب أن تأخذ العلاج حتى لو كانت نتيجة التخطيط سليمة؛ لأن هناك شحنات عميقة لم تظهر في التخطيط، وصرفوا لنا تحاميل الفاليوم لوقف التشنج، ولكن ابنتي-بفضل الله- منذ شهرين لم تصب بالتشنج.

أتمنى أن تفيدوني بخصوص العلاج، هل أعطيها إياه؟ وهل هو آمن؟ وأتمنى أن تبينوا لي مضاره، وهل ابنتي ستصاب بالصرع في المستقبل؟ لأني تعبت من التفكير.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعتمد تقييم التشنجات الحرارية على عدة عوامل:

1- مدة التشنج قصيرة أم أطول من خمس عشرة دقيقة.

2- درجة الحرارة التي يحدث عندها التشنج فوق 39 درجة مئوية أو أقل.

3- العمر الذي بدأت فيه التشنجات قبل ستة شهور، أو بعد ست سنوات، أو ما بينهما.

4- عند عمل تخطيط لكهرباء المخ (رسم المخ) ما بين نوبات التشنج هل يوجد نشاط كهربائي غير طبيعي أم لا؟

تبعا لما ذكر سلفاً يتم تصنيف التشنجات الحرارية إلى نوعين:

الأول: التشنج الحراري البسيط لا يستلزم علاجاً ما بين نوبات التشنج، وغالباً ما يختفي مع التقدم في العمر، ولا يترك آثاراً سلبية على الطفل.

النوع الثاني: التشنج الحراري المركب، والذي يكون فيه هناك مشكلة تستلزم العلاج المثبط للتشنجات، والذي يجب أن يستمر لمدة بلا تشنج تتخطى العامين، ويستلزم المتابعة والانتظام في العلاج.

ما ذكرته من وصف لما حدث للطفلة فإن عدد نوبات التشنج كانت كثيرة، وارتبطت أحيانا مع درجات حرارة محدودة، ولذا أرى أن وجهة نظر الطبيب الذي نصحك بالبدء في العلاج مقبولة. وعامة الطفلة ستحتاج لعمل تخطيط كهربائي لمزيد من التقييم والمتابعة، ولكن نحن نتعامل مع التشنجات وليس مع التخطيط الكهربائي.

بشكل عام يجب أن تعلمي أنه لا يوجد دواء ليس له آثار جانبية، وأن القرار الطبي يعتمد دائما على وزن المخاطر من الدواء والفوائد منه، فإن رجحت كفة كان القرار الطبي، وحدوث نوبات التشنج المتكررة آثارها على الطفل أشد بكثير من التفكير بالآثار الجانبية للدواء.

الآن وبما أنك لم تعطي الدواء للطفلة، وهي لم تتشنج منذ شهرين، فعليك بالآتي:
الإسراع بعمل التخطيط الكهربائي، فإن كانت هناك علامات إيجابية لوجود نشاط كهربائي غير طبيعي نبدأ العلاج، وإن كان التخطيط طبيعيا فمن المهم أن يكون لديك ترمومتر لقياس الحرارة، وأن يكون لديك أدوية لخفض الحرارة، مع عمل كمادات للطفلة، والإسراع باللجوء لطبيب الأطفال عند تعرض الطفلة لارتفاع درجة الحرارة لتشخيص السبب، ومن ثم البدء في علاج الطفلة لإزالة أسباب ارتفاع درجة الحرارة.

هذا والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً