الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الولادة أصبت بحالة خوف شديد من الموت!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولدت في شهر يوليو، ومنذ شهر مارس وأنا أشعر بحالة غريبة، أشعر بالخوف من الموت، وكأنني في حلم وغريبة عن نفسي، هل حالتي خطيرة؟ وهل يمكن أن أعود كالسابق؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جيجي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عامٍ وأنتم بخير.

أيتها الفاضلة الكريمة: فترة النفاس من الناحية الطبية تعتبر حتى 12 شهرًا، ويُعرف أن بعض النساء قد يُصبن بشيء من القلق أو التوتر أو ما يعرف باكتئاب ما بعد النفاس، وهو يحدث في الأربعة الأسابيع الأولى، لكن بعض النساء قد يحدث لديهنَّ هذا الشيء خلال الستة الأشهر الأولى بعد الولادة.

لا أريدك أبدًا أن تنزعجي لهذا الأمر، حالتك بالفعل هي في مرحلة النفاس، لكن نعتبرها من الحالات البسيطة، الذي يحدث لك نسميه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف منتشر، الاحتمالية الأكبر أنه في الأصل لديك استعداد للقلق، وأتتْ فترة النفاس وهي فترة ضعف نفسي وهرموني وبيولوجي في حياة المرأة، لذا ظهرتْ عندك هذه الأعراض، وهي بسيطة، -إن شاء الله تعالى- وسوف تزول، فأرجو أن تطمئني، وأن تُحقِّري هذه الأعراض، وأن تعيشي حياتك بصورة عادية جدًّا.

أنا أحبِّذ حقيقة أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا أو طبيبة الأسرة، لأنك تحتاجين لدواء بسيط مضاد للمخاوف، وإن كنت مرضعًا أفضل دواء يعرف باسم (باروكستين)، ويُسمى تجاريًا (زيروكسات) والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة جدًّا، تناولي عشرة مليجراماً -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراماً- تناوليها يوميًا بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرين يومًا، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الجرعة التي وصفناها لك هي بسيطة وصغيرة ومفيدة، ولا تتعارض أبدًا مع الرضاعة، وحين تقابلي الطبيب إذا كان لديه أي وجهة نظر أخرى، أو صف لك أي دواء آخر يجب أن تتبعي إرشاد الطبيب وليس ما ذكرته لك؛ لأن الطبيب في وضع أفضل مني، حيث قد فحصك، وقراره سوف يكون مبنياً على أساس أقوى، ومن ناحيتي أرى أن حالتك بسيطة، وليست خطيرة، ويمكن احتواؤها، لكن أحتِّم وأنصح حقيقة باستعمال الدواء؛ حتى لا تتعقد الأمور أمامك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً