الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جرثومة المعدة الحلزونية هل تصيب الأطفال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنتي عمرها سنة ونصف، قمت بعمل تحليل براز لها، وتبين وجود جرثومة المعدة الحلزونية، والطبيب غير مقتنع بأنها تصيب الأطفال، ويقول: إنها لا تحتاج إلى علاج، ما هو العلاج المناسب؟ وما هي نسبة الشفاء منها؟ وهل تعود؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خيرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الميكروب الحلزوني هو نوع من البكتيريا التي توجد عادة في المعدة، موجودة تقريبا في نصف سكان العالم، الغالبية العظمى من المصابين بالبكتيريا الحلزونية قد لا تظهر لديهم أعراض، ولن تتطور المشاكل الناتجة عنها، وبالتالي لا يحتاجون لعلاج؛ وذلك لأن الدراسات الحديثة أثبتت وجود أنواع منها تكون حادة التأثير، وأخرى لا، لذلك ليست كل إصابة بالميكروب تكون الآثار ظاهرة، ولكن وجد ارتباط وثيق بين قرح المعدة والإصابة بالأنواع الحادة التأثير، لذلك هي قادرة على التسبب في عدد من مشاكل الجهاز الهضمي، بما في ذلك القرحة، وعلى مدى أقل شيوعا سرطان المعدة في الكبار وليس في الأطفال.

التوصيات الخاصة بالأطفال: بأن لا نبدأ بالعلاج إلا بعد التأكد من الإصابة بعد عمل الفحوصات، ولا تجرى الفحوصات سوى لمن يعانون من أعراض تشير لوجود التهابات أو قرح في المعدة.

العلاج يكون ثلاثياً باستخدام نوعين من المضادات الحيوية ومضاد لحموضة المعدة، والآن ومع تطوير بعض فصائل الميكروب المقاومة للمضادات الحيوية، نلجأ لعلاج رباعي بإضافة مضاد حيوي ثالث، ونؤكد مرة أخرى على عدم البدء في العلاج في الأطفال إلا بعد التأكد من التشخيص، وهذا يختلف عن التعامل مع الحالات في الكبار، والتي يمكن فيها البدء في العلاج في حالة الشك بالتشخيص من خلال وجود التهابات متكررة ومزمنة في المعدة.

ينتشر الميكروب الحلزوني عن طريق استهلاك الغذاء أو الماء الملوث بالبراز، الميكروب الحلزوني يسبب تغييرات على المعدة والاثني عشر، والبكتيريا تصيب الأنسجة الواقية لجدار المعدة، وهذا يؤدي إلى الإفراج عن بعض الأنزيمات والسموم وتنشيط الجهاز المناعي، هذه العوامل مجتمعة تؤدي لحدوث قرح والتهابات مباشرة أو غير مباشرة على خلايا المعدة أو الاثني عشر، وهذا يسبب التهابا مزمنا في جدران المعدة: التهاب المعدة أو التهاب الاثنى عشر، ونتيجة لهذه التغيرات تصبح المعدة والاثنى عشر أكثر عرضة للضرر من إفرازات الجهاز الهضمي، مثل حمض المعدة، يحدث ذلك في نسبة من الحالات كما ذكرنا سابقا.

في البلدان المتقدمة، العدوى تكون قليلة الحدوث خلال مرحلة الطفولة، ولكنه يصبح أكثر شيوعا خلال مرحلة البلوغ، على العكس في البلدان النامية، يصاب معظم الأطفال بالميكروب قبل سن 10 سنوات.

نظرا لاحتمالات الإصابة العالية، فلو تم إجراء تحليل البراز الكاشف لوجود هذا الميكروب لعدد كبير من الأطفال، فسنجد نسب الإصابة عالية، ولكن كما أكدنا سابقا ليست كل حالة أصيبت بالميكروب تتطلب العلاج، ولذا ليس من الموصى به إجراء هذا التحليل أو غيره من الفحوصات التأكيدية، سوى لمن يعانون من أعراض ترجح وجود التهابات أو قرح في المعدة، مثل:

- الألم أوعدم الراحة -عادة في الجزء العلوي من البطن-.
- الانتفاخ.
- الشعور بالشبع بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
- فقدان الشهية.
- الغثيان أوالقيء.
- براز غامق مع إسهال أسود اللون، وهذا يدل على وجود نزيف في الجهاز الهضمي.

بالنسبة للحالة موضع السؤال: الطفلة صغيرة العمر سنة ونصف، ولم توضح السائلة سبب إجراء هذا الفحص المعملي للطفلة، فلو تم إجراؤه بشكل روتيني دون داعي، فكما ذكرنا لا داعي للبدء في العلاج، وإن كانت هناك شواهد على وجود التهابات في المعدة، فيتم البدء بالعلاج، ومن ثم إعادة التحليل للبراز بعد ثمانية أسابيع من انتهاء العلاج؛ للتأكد من اختفاء الميكروب.

هذا، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً