الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إلى من أبثّ همومي ومشاكلي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أنه لا يوجد لدي أحد أخبره بهمومي ومشاكلي (معظم الأوقات أخجل من هذه الكلمة: أنه لا يوجد لدي أحد؛ لأن الله موجود أبث إليه همومي، ولكن لا أعلم لماذا لا أفعل ذلك؟ أريد أن أقوي إيماني بالله).

وعندما أرى كل شخص لديه صديق يحدثه بما يحصل معه ويشكو له همومه، أغار وأقول لماذا ليس لدي أحد أكلمه عن همومي وأشكو له ما يحدث معي؟ لماذا لا يوجد أحد يهتم بي ويحدثني؟

مع العلم أني في معظم الأوقات أقول لنفسي لن أخبر أحدا بهمومي، لأنها همومي أنا وليس لهم دعوى بها.

ولدي أيضا مشكلة الغيرة، وكما نعلم أن كل إنسان له شهوات وغرائز، فعندما أرى أصدقائي من حولي يكلمون فتيات يحبونهن، ويهتمون بهن، أشعر أني وحيد، وأبحث عن فتاة لأكلمها؛ ولكن عندما أجد فتاة لا ألقى اهتماما منها، فلا أعلم ماذا أفعل؟

دائما أفكر أنه من الجميل أن يكون لديك شخص يهتم بك، ويحدثك، ويطمئن عليك كل يوم، ولكن لا أجد هذا الشخص إن كان شابا أو فتاة، كما أنني لا أعطي الثقة لأحد بأن أكلمه بعد أن فقدتها من أكثر من شخص كنت أكلمه من قبل وأحدثه بأموري، فلا أثق بأحد.

مشاكلي كثيرة وكبيرة، أهمها الوحدة والعزلة، وثانيها الفضول والغيرة، وكثرة الهموم والأمراض، أحمد الله دائما على ما أنا فيه، وأقول لنفسي أني راضٍ بما كتبه الله لي، ولكن في قلبي شيء يحزنني ويؤرقني.

أرجو المساعدة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فينبغي أن تكسر حاجز الوحدة والانعزال، وأن تعوّد نفسك على العيش مع الناس وكسب الأصدقاء مع الرجال أمثالك، ولا تقلد أحدا في مصادقة الفتيات؛ فذلك أمر غير مشروع وغير مأمون العواقب.

وأما بث همومك فأفضل من تبث له ذلك هو خالقك الذي بيده الأمر، وإن كان العمل بالسبب أمرا مشروعا، والبحث عن حلول لتلك الهموم والمشاكل عند ذوي الخبرة لا ينافي التوكل على الله، تماما كما فعلت في هذه الاستشارة.

ويمكن أن تطلب المشورة من أصحاب العقول الراشدة والراجحة الذين صقلتهم الحياة، وينبغي قبل أن تبث همومك أن تتأكد من أن ذلك الشخص محل للثقة وحفظ الأسرار، فاستعن بالله ولا تعجز، والجأ إلى الله تعالى بالدعاء فهو مفرج الهموم، وأكثر من الاستغفار؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم، كما جاء في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وعليك بتقوى الله: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، وتوكل على الله: (ومن يتوكل على الله فهو حبسه)، وأكثر من دعاء ذي النون الذي ما دعا به مسلم بأمر إلا استجيب له، كما قال عليه الصلاة والسلام.

وكرر من الدعاء: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).

أسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يفرج همك، وينفس كربك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • لبنان مسلم والحمدلله

    والله يا اخي انا مثلك وكنت لا اشكو همي الا لربي ... رغم اني استمع لهموم كل من حولي وانصحهم ... وكنت كلما ضاقت الدنيا علي تكلمت مع ربي السميع العليم وتوجهت اليه بقلب يتلهف للاطمئنان .. وماهي الا دقائق حتى اشعر بالراحة والسكينة وكأن الله عزوجل أجابني اجابة سريعة ازال فيها همي وغمي ..فيبتسم ثغري ويثلج قلبي وتهدأ نفسي ...واقول ما اعظمك ياربي ..ولا اخفي عليك وانصحك ايضا بالام فكنت ايضا اتكلم لامي عن وجعي فتدعو لي من قلبها الصافي .. وبقيت كذلك ولا زلت والحمد لله لقد اكرمني الله بفضله فتزوجت واسست عائلة دون ان افعل كما كان يفعل اقراني ورفاقي ودون ان يكون لي رفيقة او صاحبة والحمد لله رب العالمين ( من كان مع الله يكون الله معه )

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً