الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف كيف أتكلم مع الناس، وأفقد الثقة بنفسي.. فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أسماء، عمري 19 سنة، ماكثة في البيت، مخطوبة منذ أشهر، مشكلتي أنني أصبحت لا أعرف أن أعيش ولا أن أتكلم مع الناس، أصبحت لا أركز ولا أفهم وأشك كثيرا، ولا أثق في الناس حتى أمي لا أثق فيما تقوله، حتى أن ثقتي في نفسي منعدمة.

لم أكن هكذا! في السابق كنت اجتماعية، والآن أصبحت أحب العزلة، ولا أحب الجلوس مع الناس، لقد ممللت -أقسم بالله- أبكي وأشعر بالرغبة في البكاء بدون سبب، أصبحت خائفة أن لا أندمج مع أهل زوجي، وأن لا أعرف كيف أتكلم بشكل عام، حتى لما تأتي حماتي عندنا لا أشاركهم في الحديث؛ لأنني أصبحت لا أعرف كيف أنمق كلامي، وأخاف أن أخطئ في الكلام وتقول عني بأني بلهاء أو تأخذ عني نضرة، حتى أني منذ 3 سنوات إلى الآن أنام في النهار، وأستمر إلى الليل سهرانة.

حاولت مرات كثيرة كي أضبط وقتي، لكن بدون جدوى، أرجو مساعدتي، بالله عليكم، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asmaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمشكلة السهر في الليل والنوم في النهار التي تمارسينها منذ 3 سنوات دليل على أنك تعيشين حياة غير مستقرة، وربما تكونين بعيدة عن الالتزام بالفرائض والواجبات الشرعية، وخاصة إذا كنت تسهرين على أمور محرمة؛ مما أوجد لديك نمطا معينا للعيش غير السوي، فأنت تنامين حينما يصحو الناس، وتسهرين حينما ينام الناس! وهذا في حد ذاته أحد أسباب الانعزال والانطواء، والبعد عن ممارسة الحياة الاجتماعية؛ مما أثر على نفسيتك بشكل عام.

وإضافة إلى هذا الواقع غير الجيد تفكيرك السلبي بالمستقبل، والخوف منه خاصة بعد الخطبة؛ فزاد في التطور السلبي لحالتك النفسية حتى وصلت إلى هذا الوضع الذي تشتكين منه.

لذا أنصحك بالآتي:
- التوبة الصادقة والرجوع إلى الله سبحانه، والالتزام بفرائضه وواجباته، والبعد عن أي معصية أو ذنب.

- تعديل سلوكك بحيث تنامين ليلا وتصحين نهارا، وتشاركين في الأعمال والعلاقات الأسرية، وتبتعدين عن الانطواء والانزواء.

-البحث عن رفقة صالحة من الأخوات والجيران تقضين بعض الوقت معهن في برامج هادفة ولقاءات أخوية ممتعة.

-الانشغال بالذكر والاستغفار وقراءة القرآن كلما شعرتي بضيق أو اكتئاب أو جاءتك خواطر سلبية.

-تغيير التفكير السلبي في المستقبل إلى تفكير إيجابي يعتمد على الأمل والتفاؤل والنجاح في المستقبل، مع الأخذ بأسباب النجاح.

-القراءة والاطلاع على الكتب التي تبين وسائل الحياة الزوجية السعيدة وواجباتها وحقوقها.

- قراءة بعض الكتب عن التجارب الناجحة لبعض الزوجات ومحاولة الاستفادة من ذلك.

- الثقة بالنفس والبعد عن الخجل والارتباك، وتدريب نفسك على الحوار والكلام مع أقارب زوجك بالتدرج، وعدم اليأس من ذلك.

وبالممارسة والإصرار ستتخلصين مما تعانين منه إن شاء الله تعالى.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً