الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت لا أحب الخروج من المنزل إلا لصلاة الجماعة، هل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبحت لا أحب الخروج من المنزل، أي لا أخرج إلا للصلاة، ولا أحب ممارسة الرياضة، وإذا خرجت أشعر برغبة في العودة إلى المنزل، وأهملت دروسي، لا أذهب لها، هل من نصيحة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hazem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع.

طالما أنه لا توجد عندك مشكلة معينة مع الدراسة، فالغالب أن لديك ربما حالة من الخجل أو الرهاب الاجتماعي في شكل رهاب الخروج من البيت.

ربما لسبب ما، سواء عرفناه أو لم نعرفه، عندك هذا الخوف من الابتعاد عن البيت، فالموضوع ربما ليس له علاقة بالصلاة أو الدراسة بحد ذاتها، وإنما بموضوع رهبة الخروج من البيت، وهذه حالة معروفة ونعالجها باستمرار عند الشباب، ولعل كثرة الأسئلة والأجوبة في موضوع الرهاب الاجتماعي على هذا الموقع وغيره يشير إلى مدى انتشار مثل هذه الحالات.

من أهم طرق علاج هذا الرهاب والخوف، هو العلاج السلوكي، والذي يقوم على إعادة تعليم الشخص بعض السلوكيات والتصرفات الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل الانسحاب أو الهروب وتجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، فإنه يقوم بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن، حتى "يتعلم" من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقاً.

يشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات، ولكن ليس بالضرورة على كل من يعاني من الرهاب الاجتماعي أن يذهب للاختصاصي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه، والمطلوب منك الآن العمل على اقتحام الخروج من المنزل والاختلاط بالناس والتعامل معهم، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيداً.

كلما طال تغيبك عن المدرسة والصلاة والخروج من المنزل، كلما صعبت عليك العودة والدوام من جديد، والنصيحة أن تعود غداً، إن لم يكن اليوم، وليس بعد الغد!

من الطبيعي والمتوقع أنك ستواجه بعض الصعوبات في بداية الساعات الأولى من العودة والخروج من المنزل، وربما الأيام الأولى، ولكن ما هو إلا يوم أو يومان حتى تبدأ بالشعور بالراحة والاطمئنان والثقة بالنفس، وبراحة الضمير والشعور بالنجاح والإنجاز، لأنك تجاوزت هذه العقبة، وسترى وخلال فترة قصيرة كيف أن ما كنت تخشاه من بعض المواقف خارج المنزل ومواجهة الناس ليست مخيفة كما كنت تعتقد.

أنصحك بقراءة كتاب عن حالات الخجل والرهاب، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، وبسرعة، فهيا أنت ما تزال شاباً، وبنشاطك وحبك للحياة والصلاة والدراسة لا شك ستكون من المتفوقين، ولكن، لا بد من الخروج من المنزل!

وفقك الله ويسّر لك النجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً