الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد توبتي أصبحت تكثر المشاكل في حياتي.. فهل يدل ذلك على عدم قبول التوبة؟

السؤال

السلام عليكم.

أسأل الله أن يبارك فيكم وفي موقعكم الطيب، وأن يجعله في موازين حسناتكم.

أنا شاب عمري ٣٢ سنة، تركت طريق المعاصي والحمد لله رب العالمين، محافظ على صلاتي، ولكن بعد توبتي إلى الله أصبحت أعاني من كثرة المشاكل في البيت في العمل في كل مكان، ولا أعرف ماذا يحدث؟

كما أنني عندما أصلي لا أشعر بخشوع قلبي، وهذا يقلقني، فتنتابني الوساوس هل الله -عز وجل- غاضب مني؟

أرجو منك الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لثنائك على الموقع وخدماته ومرحبا بك.
التوبة إلى الله والعودة إليه نعمة عظيمة ومنة كريمة من الله على عباده، فاحمد الله أن يسر ذلك لك.

واعلم أن التوبة النصوح الصادقة هي التي أمر الله بها، فقال: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا توبوا إِلَى اللَّهِ تَوبَةً نَصوحًا عَسى رَبُّكُم أَن يُكَفِّرَ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيُدخِلَكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ...﴾[التحريم: ٨]، وهي التي يقبلها الله، ولابد من توفر شروطها، وهي: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، مع الإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة.

وكونك تبت إلى الله ثم كثرت لمشاكل في البيت؛ فهذا قد يكون ابتلاء لك ليعلم صدق توبتك أو أن يكون في توبتك خلل أو أن المشاكل لا علاقة لها بتوبتك، ولها أسباب أخرى قد تكون منك أو من غيرك.

لذا أنصحك:
- بفحص أسباب كل مشكلة، ومعالجة السبب الذي يؤدي إليها.
- كما أنصحك بالصبر والتحمل والتعامل الصحيح مع المشكلة.
- وعليك بالدعاء؛ فهو سلاح المؤمن لحل مشكلاته وقضاء حاجاته.

واعلم أن أداءك للصلاة بدون خشوع دليل على ضعف العناية بأمر الصلاة والاستعداد الصحيح لها، وإذا لم لا تؤد الصلاة بطريقة صحيحة، فإن آثارها الإيمانية على الجوارح تكون ضعيفة، قال سبحانه: ﴿اتلُ ما أوحِيَ إِلَيكَ مِنَ الكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكبَرُ وَاللَّهُ يَعلَمُ ما َصنَعونَ﴾.[العنكبوت: ٤٥].

فالصلاة الصحيحة المقبولة تنهى صاحبها عن كل معصية ومنكر، وتؤثر في صلاح حاله واستقامة جوارحه، وتشعره بالسعادة والطمأنينة.

لذا ننصحك بتحقيق شروط التوبة، والصبر على ما أصابك، والسعي في حل ما يقع لك من مشكلات بطريقة صحيحة، والعناية بأمر الصلاة.

وحتى تخشع فيها ننصحك بالآتي:
- الاستعداد النفسي والقلبي والبدني لها.
- الحرص على أدائها بأركانها وواجباتها وسننها.
- العناية بالوضوء الكامل الصحيح.
- المحافظة على السنن الرواتب القبلية لها، والحضور إلى المسجد مبكرا.
- استحضار عظمة الله وأنت واقف بين يديه.
- عدم الانشغال بأي تفكير أثناء الصلاة، واستحضار القلب فيها.
- إبعاد كل الشواغل التي حولك أو أمامك التي تشوش عليك خشوعك في الصلاة.
- دعاء الله والتضرع إليه أن يرزقك الخشوع.

واعلم أن المحافظة على الصلاة المقبولة يحتاج إلى صبر وتحمل لمشقتها على النفس حتى تتعود عليها، قال سبحانه: ﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾.[البقرة: ٤٥].

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر يارا

    كلامك مريح وجميل جزاك الله خيرا دائما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً