الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعمل موظفاً في إحدى المؤسسات العامة وليس في مجال تخصصي

السؤال

السلام عليكم
أتشرف بشكركم على اهتمامكم اللامحدود، وأتمنى لكم كل خير، وقد قمت بهذه المشاركة طالباً للنصيحة والمشورة في موضوعي التالي:

أنا بعمر 26 سنة، أحمل بكالوريوس محاسبة، وحالياً سأبدأ بإعداد رسالة الماجستير بعد أن استكملتُ المقررات الدراسية، الخاصة بماجستير المحاسبة والمتوقع بمشيئة الله الحصول على درجة الماجستير قبل نهاية هذا العام.

أشتغل موظفاً في إحدى المؤسسات العامة، وليس في مجال تخصصي تماماً، تخصصي الدراسي مالي، ووظيفتي إدارية، حقيقةً لستُ مُرتاحاً في هذه الوظيفة لبعض الأسباب منها:

- عدم حصولي على خبرة عملية في المجال المالي.

- لا أستطيع تطوير نفسي من خلال هذه الوظيفة، إذ لا أكتسبُ المهارات التي ستفيدني مستقبلاً.

- أجدُ نفسي محاطاً بموظفين لا يهمهم سوى الحصول على المرتب، ولا أحد يُفكر أو يُشجّع بالارتقاء والتغيير.

- سلبية هذه المؤسسة بعدم سعيها لتطوير موظفيها أو مشاركة أفكارهم، أو إعطاء أية كورسات عملية وتعليمية، والبُعد عن أهلي ومدينتي.

أما عن إيجابياتها:
- مرتب ممتاز.

- حجم وقت الفراغ في الوظيفة يسمحُ لي بدراسة الكُتب والروايات، ومشاهدة الفيديوهات التعليمية، وأيضاً إمكانية الحصول على الوقت اللازم لاستكمال رسالة الماجستير.

بهذا إن تخيّلت نفسك مكاني ماذا ستفعل من خلال التساؤلات التالية:
- هل ستبحثُ عن وظيفة أخرى في مجالك في مكان آخر؟

- هل ستستغل فرصة وقت فراغ الوظيفة في تنمية ذاتك شخصياً، وتستمر في الوظيفة؟

- هل أنا أشكو من شيء لا يستحق هذا الاهتمام أم أنه فعلاً يستحق إعادة التفكير؟

- انصحوني بما ترونه مناسباً، وتقبلوا مني كل التقدير والاحترام، وشكراً لدعمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، ورداً على استشارتك أقول:

أبارك لك هذه الهمة العالية في التحصيل العلمي والارتقاء بذاتك نحو مستقبل أفضل، وهذا من باب العمل بالأسباب، وهي نعمة من الله عليك تستحق الشكر له.

رغم سلبيات الوظيفة التي أنت فيها والتي ذكرتها في استشارتك، إلا أني أرى أن تستغل إيجابياتها من أجل مواصلة دراستك، ففرص الفراغ وقلة الانشغال قد لا تتوفر في عمل آخر.

لا أرى أن تبحث عن وظيفة أخرى في الوقت الحالي، لأن ذلك قد يشغلك عن إكمال رسالتك العملية، ولا شك أن عملك في مجال تخصصك أفضل من العمل في غير مجال التخصص؛ لأن العمل في مجال التخصص يكسبك خبرة تستفيد منها في نفس المؤسسة التي تعمل فيها، وفي حال الانتقال إلى مؤسسة أخرى فالموظف المستجد ليس كصاحب الخبرة.

يتم البحث عن وظيفة جديدة بعد حصولك على درجة الماجستير، ولا أنصحك بالخروج من وظيفتك الحالية إلا بعد الحصول على وظيفة جديدة، وبمرتب ممتاز، وتكون واثقاً من قبولك، فالبقاء في وظيفة ليست في مجال تخصصك خير من أن تبقى عاطلاً عن العمل، ويمكن أن يحدث تطور في المؤسسة التي تعمل فيها حالياً.

أرى أن تقدم مقترحاتك إلى صاحب المؤسسة أو إلى مديرها العام فلعلها تحظى بالقبول، وفي بعض الأحيان يتخصص الشخص في مجال ما، ويكون في تقدير الله أنه لا يكون سبباً في رزقه، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.

لو أمكن أن يحدث تدارك في تخصصك فتجعله (إدارة ومحاسبة) لكان خيراً، عليك أن توثق صلتك بالله تعالى، وتتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، واطلب ممن بيده خزائن كل شيء أن يهيئ لك من أمرك رشداً، وأن يجعل التوفيق حليفك حيثما كنت وأنى توجهت.

أسأل الله تعالى أن يعطيك من الخير ما تتمنى، وأن يصرف عنك كل مكروه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً