الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك دواء يعالج الانطوائية، فأنا بحاجة ماسة لذلك؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكركم على موقعكم الجميل والهادف، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أعاني منذ 5 سنوات من الرهاب الاجتماعي والعزلة، ولا أستطيع تكوين صداقات بسبب قلة كلامي، والناس لا يجالسونني بسبب قلة كلامي، ففي المدرسة يظنون أنني انطوائي بسبب ذلك، لم أستطع زيارة طبيب نفسي بسبب الوضع المادي، وأريد دواء يشجع على الكلام ويساعد في المواقف الاجتماعية، فما هو الدواء المناسب لي؟ وكم يتراوح سعره؟ وكيف طريقة استخدامه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشكر لله وحده، ونرجو أن يوفقنا الله لما فيه الخير للجميع.

الرهاب أو القلق الاجتماعي من الأمراض المنتشرة كثيرًا، ويعاني منها كثير من الناس في كل المجتمعات، ويُقال أنه أكثر الأمراض انتشارًا، ولكن للأسف الشديد معظم الناس لا يلجئون للعلاج بالرغم من معاناتهم، وأنت الحمد لله عرفت المشكلة وتريد العلاج.

لا أدري هل كل العلاج خاص في منطقتكم ولا توجد مستشفيات حكومية؟ لأنه إذا كانت مستشفيات حكومية فيجب عليك التوجه إلى قسم الصحة النفسية، وطلب موعد لمقابلة مختص الطب النفسي.

واعلم – أخي الكريم– أن هذا ليس عيبًا، والذهاب لمختص الطب النفسي لا يعني أن الشخص مُصاب بمرض عقلي أو الجنون كما يقول العامَّة. هذا من ناحية.

هناك أدوية كثيرة مناسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكن لا أدري عن أسعار الأدوية، وطبعًا هي تتفاوت من بلدٍ لآخر.

ودواء السيرترالين أو ما يُعرف تجاريًا (زولفت) أو (لسترال) دواء مناسب، ويمكن تناوله، ويأتي في جرعة خمسين مليجرامًا، يمكن تناول نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة ليلاً، وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويحتاج لشهرٍ ونصف إلى شهرين حتى تزول منك الأعراض، وبعد ذلك تستمر على حبة لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وإذا زالت كل هذه الأعراض خلال الستة أشهر يمكنك التوقف بخفض ربع الجرعة كل أسبوع، أي تحتاج إلى شهرٍ آخر للتوقف نهائيًا.

وهناك دواء آخر أيضًا يعرف باسم (سبرالكس) عشرة مليجرام، إذا كان متوفِّرًا عندك، وسعره أقلّ من الزولفت، أيضًا مهمٌّ ومفيد للرهاب الاجتماعي، يأتي في جرعة عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة أيضًا بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة، واتبع نفس التعليمات التي ذكرتها في السيرترالين من حيث المدة ومن حيث التوقف التدريجي.

الشيء الآخر: أنصحك بالمواجهة، عدم الاستسلام، وعدم العزلة، واجه، وابدأ بالمواقف البسيطة التي لا تُسبب لك ضيقًا شديدًا ولا توترًا شديدًا، وبعد ذلك ستجد أن بإمكانك أن تفعلها، اكتساب الثقة بالنفس بالمواجهة البسيطة سوف تدفعك للمواجهات الأشد والأشد حتى تتخلص من هذه المشكلة بإذن الله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً