الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يعاني من الوسوسة والخوف الشديد، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجوكم ساعدوني.
ولدي عمره 12 سنة، عنده خوف شديد، يدخل الحمام ويترك الباب مفتوحا، لا بد أن ننتظره ويتحدث معنا وهو في الحمام ليسمع صوتنا، وينام معنا إلى الآن.

عندما كان في عمر 6 سنوات كان عنده وسواس نظافة، وأيضا هذا الخوف، ثم ذهب وعاد الخوف في سن 9 سنوات، الآن تطورت الحالة معه، أصبح يخاف من الأمراض يتخيل طول اليوم أنه سيصاب بمرض ما، إذا ذهبنا لحديقة يرفض الجلوس معنا خوفا من لدغة الحشرات وأن تكون قاتلة، أي حشرة يقول هذه ممكن تكون مميتة.

أقسم بالله أني أحزن عليه، طول الوقت متعب وخايف، يقول لي أسمع الكلام برأسي يدور لا أقدر أن أقف، أسمع شيئا يقول لي أنت مريض، يقول جربت كل شيء، جربت أغني كيلا أسمع الصوت الذي في رأسي، لكن لا فائدة!

مع العلم أني أجعله يقرأ الأذكار والرقيا يوميا، وقلت له لا تسمع هذا الصوت، ردد لا إله إلا الله بكثرة، ولم ينفع معه!

أيضا علمته على الاسترخاء وأخذ النفس بعمق والزفير، وأيضا لم ينفع! كل مرة تزيد معه، ودائما أقول له فكر بأشياء إيجابية، استرخ، أذكر الله.

أرجوكم ساعدوني، لا أستطيع أخذه لطبيب نفسي لأسباب عديدة.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: ابنك عانى من وقت مبكر من الوساوس، وظهور عرض الوسواس في سن ست سنوات سِنّ مبكر، لأن عادة الأطفال يمرّون في مراحل نموهم بتصرفات وسلوكيات تشبه الوسواس، ولكنَّه لا يكون مرضًا، يكون جزءًا من نمو الطفل، ولكن إذا وصل إلى المرحلة المرضية فهذا شيء يدعو إلى الاهتمام والعلاج.

الشيء الآخر: الآن عنده مخاوف مرضية، ولكن تأتي في شكل مخاوف وسواسية وتفكير متكرر، لا يستطيع التغلب عليه، ويُسبب له توترًا.

العلاج الأمثل خاصة للأطفال يجب أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي، ويا حبذا لو كان الطبيب متخصصًا أو ممارسًا لعلاج الطب النفسي للأطفال، ولكن – كما ذكرتِ – الظروف، وأرجو أن تزول هذه الظروف، لأن هذا هو الأمثل.

يحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، فحاولوا أن تُقللوا الاهتمام بهذا الشيء، وتطلبوا منه ألا يستجيب بقدر المستطاع للأفكار التي تتكرر، وأن تضعوا له برنامجًا يشغله، ويا حبذا لو كان هناك جانب من اللعب، لأن الأطفال عادةً اللعب يُمثِّلُ جزءًا كبيرًا من حياتهم، ممارسة لعب الكرة، أو أي لعبة تكون فيها حركة.

أما بخصوص الأدوية فالدواء الأكثر تجربة في الأطفال وأثبت أنه مفيد للوسواس وحتى للقلق هو الدواء الذي يعرف باسم (فلوكستين) ويعرف تجاريًا باسم (بروزاك)، عشرين مليجرامًا، ويا حبذا لو كان في شكل حبوب، يُعطى بعد الأكل في النهار، ويمكن أن يستمر لفترة عشرة أشهر حتى تزول هذه الأعراض، وبعدها يمكن التوقف عنه بدون تدرُّج.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً