الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تعاني من الاضطراب الضلالي، كيف نتعامل مع هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم

تم تشخيص الوالدة من طبيب نفسي بأنها تعاني من الاضطراب الضلالي الزوراني، نسأل الله لها الشفاء.

ما هي سمات هذا المرض، وأعراضه على المريض؟ وكيف هو التعامل الأمثل مع الوالدة في هذه الحالة؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب الضلالي الزوراني أو ما يعرف باضطراب البارانويا، هو اضطراب نفسي معروف، ومحور الأعراض تكون في شكوك الشخص بأن هناك أشياء ضده، أو أن أناساً يتآمرون عليه!

المهم في الأمر أن هذه هي اعتقادات جازمة لدى المريض لا تتزحزح، يؤمن بها إيماناً قطعياً، ويحاول أن يتصرف على نحو أن هذه الشكوك بالنسبة إليه حقائق ثابتة، وإيمان قاطع بأن ما يحس به أو ما يعتقده من شكوك في نوايا الآخرين هذا شيء لا يتزحزح على الإطلاق، وهذا مهم جداً أن نعرفه.

أهم شيء في التعامل مع الحالة هو عدم المغالطة في هذا الشيء، أي محاولة أن نتكلم معها بالمنطق أنما تعتقد هو خطأ ولا أساس له من الصحة، لأن منشأ المرض هو اعتقاد المريض بصحة هذه الأشياء، فمواجهته بأن ما يعتقده خطأ، كل ما يفعله هو أن يغضب غضباً شديداً وينفعل، فعليكم بعدم مواجهتها.

فقط تفهمون في داخلكم أن هذا الشيء ليس صحيحاً، وبقدر الإمكان تتعايشون مع هذه الحقيقة أنها ليست صحيحة، ولكنها هي بالنسبة إليها صحيحة وحقيقة.

أهم شيء -يا أخي الكريم- في علاج الاضطرابات الضلالية الزهرانية أو البارانويا هو الاستعمال المستمر للأدوية، والطريقة الوحيدة لإزالة هذه الاعتقادات أو الضلالات هو استعمال مضادات الذهان، لأنه وجد أن هذه الضلالات ناتجة عن اختلالات معينة في المستقبلات الكيميائية في مخ الإنسان ولإصلاح هذه الخلال لا بد من استعمال الدواء بصورة مستمرة.

هنا تكمن مشكلة المريض، دائماً يرفض الدواء، لأن ما يعتقد لا يعتقد أنه هذا مرض، ولكن عليكم التحايل بشتى الطرق، مثلاً من الحيل التي أستعملها أنا مع مرضاي لا أغالطهم فيما يعتقدون به، ولكن أقول لهم: إن هذا يؤثر عليكم إذا كان دائماً أنتم تفكرون في أن بعض الناس ضدكم أو يتآمرون عليكم، فإن هذا مؤلم ويصيبكم بالاكتئاب والضيق، فأنا أعطيكم العلاج لهذا الشيء، وقد تنجح أحياناً هذه ويتقبلون العلاج، لكن في بعض الحالات قد نضطر إلى استعمال الإبر، حتى مع رفض المريض للعلاج.

أهم شيء عدم المواجهة -يا أخي الكريم-، الحرص على أنها تستمر في تعاطي العلاج لفترة طويلة حسب إشراف الطبيب، وقد تكون لفترة غير محددة، لأن هذا هو السبيل الوحيد لعلاج الضلالات الفكرية أو ما يسمى بالبارانويا.

وفقكم الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً