الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من اضطرابات كثيرة منها نقص السكر والاكتئاب، ما سببها وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير.

أنا طالب في الجامعة، عمري 19 سنة، أعاني من اضطرابات كثيرة، منها نقص السكر، ومنها ضعف الانتصاب، ومنها الاكتئاب والوهن والشرود الذهني، وعدم الرغبة في التفكير مطلقا، وحب الاسترخاء الشديد، وكثرة النوم، علما أني في الفصل الأول لدراسة الطب -والحمد لله- ولكن أخشى إن بقيت على هذا الحال أن أفشل في دراستي -لا قدر الله-، علما أنني لم أكن هكذا أبدا.

أريد أن أسأل عن الكورتيزون؛ حيث أنني تناولته لفترة من أجل حساسية الأنف وأوقفته، فأصبحت أعاني من الإعياء والكسل الشديد، فهل السبب هو الكبت الكظري؟ وكيف أعيد للغدة الكظرية نشاطها الكامل؟

وسؤال آخر عن الغدة الدرقية، فقد عملت لها فحصا قبل مدة فكانت فوق الحد الأدنى بقليل، فوصف لي الطبيب ثايروكسين بجرعة 50 ملغم تبدأ تدريجيا من 25 وعندما وصلت ل 50 أصبحت أعاني من الخفقان والرجفة ونقص سكر الدم بسببه أو بسبب علاج الكورتيزون لتزامن تناولي لهما.

سؤالي هو: هل يجوز أخذ الثايروكسين بجرعة 25 ملغم إلى الأبد؟ وهل تناولي لهرمون الغدة الدرقية على الرغم أنها كانت طبيعية يؤدي لضمورها؟ وهل يجوز تناوله أصلا إذا كان الشخص لا يعاني من خمول في الغدة الدرقية؟

وأيضا عن مضادات الاكتئاب التي تمنع استيراد السيروتونين؛ ليفرزه الدماغ سؤالي هو: عند منعها لاستيراد السيروتونين ماذا يحصل له؟ -أي السيروتونين الذي تم منع استيراده- هل يعود للدماغ مرة أخرى بعد إيقاف العلاج أم ماذا؟ وكذلك الأمر بالنسبة للامفيتامين الذي يمنع استيراد الدوبامين في الدماغ لكي يفرزه الدماغ مجددا ماذا يحصل للدوبامين الذي تم منع استيراده في الدماغ هل يعود مرة أخرى بعد إيقاف تناول الامفيتامين أو الكبتاجون؟

وعن تناول بروموكربتين المناهض للدوبامين هل يزيد من القدرات الذهنية ويقلل من رغبتي بالنوم؟ وهل يمكنني استعماله على الرغم أن هرمون البرولاكتين طبيعي عندي إلا أنه تحت الحد الأعلى بقليل لكي أقوم بتقليله وأتخلص من الاكتئاب والوهن، والشرود الذهني وعدم الرغبة الرغبة بالتفكير؟ وما هي اقتراحاتكم في هذا الشأن؟ وهل أتناول الكبتاجون وما هو تأثيره أثناء وبعد إيقاف تعاطيه على الدوبامين؟

طولي هو 175 تقريبا هل سأطول أكثر؟ وكيف أزيد من طولي رجاء فأنا بحكم من أتعايش معهم من أقراني قصير نسبيا؟ وكيف أزيد من هرمون النمو وما يزيد الطول؟

والسؤال الأخير هو عن نقص السكر ما هو علاج ارتفاع الأنسولين؟ وما أسباب نقص السكر؟ وكيف يمكن علاجه نهائيا؟ وهل له علاقة بالكورتيزون والغدة الكظرية أو الدرقية؟ وهل يمكن تناول هرمون الذكورة لزيادة الكتلة العضلية والعظمية مع الامينو ماكس ودمجها مع برموكربتين ونولفاديكس؟ وكم أستمر على هذه الأدوية وكيف أوقفها؟ وهل أستعمل شيئا معها؟ وبماذا تنصحوني في مثل حالتي؟

أرجو إجابتي بشيء من التفصيل، وأعتذر على الإطالة بسبب تعمقي بالتفكير وانشغالي الشديد بهذه الأمور، سائلا الله عز وجل أن يوفقكم ويرضى عنكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، أيها الفاضل الكريم أنت طالب في كلية الطب ومقدم على اكتساب معلومات كثيرة جداً في الطب، وأنت في بداياتك لا أريدك أبداً أن تتعامل مع نفسك أو مع مريض بهذه الكيفية، أي أن تعالج نفسك بنفسك هذا ليس صحيحا -أيها الفاضل الكريم- أنا لا أريد أن أحرمك أبداً من المعرفة، لكن مثلاً سؤالك حول الكبت الذي يحدث للغدة الكدرية وكيفية إعادة نشاطها هذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال فحوصات دقيقة لتأكيد التشخيص وأسبابه وأن يكون بواسطة الطبيب المختص، وإن كان هنالك سبب يسعى المعالج لإزالة السبب، وإن لم يوجد سبب تعطى بعض العلاجات التعويضية إن أفادت، فيا أيها الفاضل الكريم كل أسئلتك التي طرحتها مع تقديري الشديد لشعورك يجب أن يجاب عليها من خلال مقابلة الطبيب المباشرة.

فأرجو أن تذهب وتقابل طبيبا مختصا في أمراض الغدد، ولا أريدك أبداً أن تشغل نفسك بأسئلة افتراضية، مثلاً إجابتي لك حول استعمال هرمون الغدة الدرقية نعم نعطيه في بعض الحالات وتكون الغدة الدرقية طبيعية جداً، لكن نعطيه في حالات معينة حالة الاكتئاب المطبق بعد أن تفشل كل المحاولات وأن تكون هنالك تحوطات، فيا أيها الفاضل الكريم أرجو مخلصاً أن لا تدخل نفسك في هذه الأعماق الطبية، وتحاول أن تطبق بعض التطبيقات الطبية غير السليمة على نفسك، وأنت ذكرت أنك مصاب بنقص في السكر وضعف في الانتصاب، ولديك اكتئاب ووهن شديد هذا يجب أن تقابل الطبيب لا شك في ذلك، والحمد لله تعالى الأردن بها الكثير من الأطباء المتميزين، وأنت طالب في كلية الطب وأنا متأكد أنك سوف تستأثر بخدمة طبية راقية جداً من أساتذتك، فأرجو مخلصاً أن تأخذ بنصيحتي هذه.

أما بالنسبة لموضوع السيرتونين أخي الكريم ما يقال أن مضادات الاكتئاب تزيد من إفراز السيرتوني هذا الأمر الآن حوله الكثير من الأسئلة التي أثارت الشك حول هذا الأمر، نعم مضادات الاكتئاب تعمل من خلال السيرتوني لكن لا أحد يستطيع أن يجزم أن هنالك ضعفا في إفراز السرتوني لدى مرضى الاكتئاب، هل هو ضعف، هل هو عدم توازن، هل ضعف في حساسية المستقبلات العصبية هذا لم يؤكد أبداً، وتوجد الآن أدوية أخرى مضادة للاكتئاب وفعاله ولا تعمل مباشرة من خلال السيرتوني، أنا لا أقول لك أن نظرية السيرتوني نظرية ساقطة بالكلية ولكن الأمر ليس بهذه البساطة أي ضعف في السيرتوني نعطي أدوية كي ترفع السيرتوني ثم يشفى المريض من الاكتئاب، لا الأمر ليس بهذه الكيفية أبداً أيها الفاضل الكريم.

وقطعاً حين تذهب وتقابل الطبيب موضوع نقص السكر سوف يحسم وهنالك فحوصات لا بد أن تجرى، التأكد من أنه لا يوجد إفراز زائد من خلايا البيتا في البنكرياس للأنسولين هذا كله مطلوب أيها الفاضل الكريم، أرجو أن لا تستعمل الانفيتامين أبداً لزيادة النشاط والبرموكريتين له استعمالاته الطبية المعروفة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
-----------------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة د/ محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د/ عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة الأطفال.
----------------------------------------------------------------------------------------
ليس هناك ما يسمى ضعف في السكر بل يجب عليك فحص السكر الصائم (12ساعة صيام) مرتين متتاليتين، والمفروض أن السكر الصائم لا يزيد عن 126 مج، وعموما لا يتنقص السكر إلا عند مريض السكر؛ لأن الجسم يحصل على السكر من المخزون طوال فترة الصيام فلا قلق من هذه الناحية.

ولتشخيص الغدة الدرقية ومتابعتها يجب فحص الهرمون المحفز للغدة TSH، والمفروض ألا يزيد عن 4.5 لنقول أن وظائف الغدة الدرقية طبيعية، وفي حال زيادته عن 5 بنسب بسيطة يسمى ذلك Subclinical hypothyroidism، وقد نلجأ إلى فحص هرمونات الغدة free T4 & T3، وقد تظل الغدة هكذا لمدة طويلة قبل الحاجة إلى تناول ثيروكيسن، أما إذا تم التشخيص بشكل دقيق وأن الهرمون المحفز للغدة تجاوز 6 أو 7 في أكثر من تحليل فلا مانع من الاستمرار في تناول ثيروكيس 25 ومعاودة التحليل كل 3 شهور للمتابعة.

وتناول الكورتيزون لمدد قصيرة من 7 إلى 10 أيام في بعض طرق العلاج لا يؤدي إلى كبت الغدة الكظرية، ولكن تناوله لمدة أكثر من شهرين، وعدم سحبه بالطرق التدريجية قد يؤدي إلى كبت تلك الغدة، وبالتالي عدم إفراز الكورتيزون الداخلي منها، ويمكن معرفة ذلك بسهولة من خلال قياس مستوى الكورتيزون في الدم، وعليك زيارة طبيب الغدد الصماء؛ لمتابعة الغدة الدرقية، ومتابعة الغدة الكظرية، والسكر.

والمتوقع أن يكون لديك نقص شديد في فيتامين د، وربما فيتامين B12، وفقر الدم، ولذلك من المهم فحص فيتامين د، وفحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين B12، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

ويمكنك تناول كبسولات مسكنة للألم مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة شهرين إلى 4 شهور، ويمكنك بدء علاج نقص فيتامين د بأخذ حقنة في العضل جرعة 600000 لتعويض النقص، مع تناول أقراص كالسيوم 300 مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، مع التعود على شرب المزيد من الحليب، ولا مانع من أخذ حقن neuorobion في العضل يوم بعد يوم لعدد 6 حقن لتغذية الأعصاب، وتناول أحد مقويات الدم، والنوم العميق ليلا مدة لا تقل عن 6 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرا.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً