الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ارتفاع الضغط منذ شهر، والأدوية غير مجدية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعاني منذ شهر من ارتفاع الضغط، في العادة يكون فوق 165/90، ولا توجد أي أعراض، ذات مرة حاولت رفع بعض الأشياء الثقيلة، فشعرت بتعب غير طبيعي، وجلست أتنفس بصعوبة، فذهبت للمستشفى، قال الأطباء: قد يكون التعب بسبب ارتفاع الضغط، فأعطاني الدكتور أدوية مدرة للبول وغير ذلك.

حاليا الضغط وصل إلى 40mg lisinopril، ونزل إلى 136/85، لكن بعد أخذ أدوية الضغط أشعر بألم وثقل وشد في الصدر، يمنعني من الاسترخاء والراحة، ونغزات في القلب والمعدة، وعند المشي أشعر بدوار ودوخة كأنني سأسقط.

ذهبت إلى المستشفى حوالي 3 مرات، وأعطاني الدكتور 4 حبات aspirin، وحبة تخفف سرعة القلب، وكتب لي حبتين baby aspirin 81 mg يوميا، كما أجريت الفحوصات وتخطيط القلب، وتحاليل الدم والأشعة، و radiology, وكانت النتائج كلها سليمة، ولم يعرف الأطباء سبب ما أعانيه، فهل أذهب لأخصائي قلب؟

ما زلت منزعجاً من الألم، وأشعر بالتعب عند بذل أي مجهود، ورجح الطبيب أن يكون ذلك بسبب ارتفاع الضغط، لكن ضغطي الآن نازل، وأشعر بعدم التوازن في جسمي، فهل الأدوية هي السبب؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

في هذا السن الصغير، -خصوصا وأنت أعزب- قد يرتفع الضغط نتيجة للتوتر وللقلق، ونتيجة للتعرض للضغوط النفسية، بالإضافة للخوف والقلق أثناء التواجد في عيادات الأطباء، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط، ويسمى الارتفاع في تلك الحالة White coat hypertension، أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو البيض، كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى أدرينالين، الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط.

وتشخيص ارتفاع ضغط الدم لا يصح بقراءة واحدة، بل يجب القيام بثلاث أو أربع قراءات كل ثلاثة أيام لقياس الضغط، ويكون في ظروف ملائمة قبل شرب المنبهات، وبعيدا عن أجواء التدخين، وبعد الجلوس لفترة في عيادة الطبيب، أو المركز الصحي للسيطرة على نبضات القلب، وحالة الخوف التي تصاحب قياس الضغط مباشرة.

ومما قد يناسبك جهاز الهولتر لقياس ضغط الدم، ويتم حمله لمدة أربعة وعشرين ساعة، ويقيس الضغط كل 10 إلى 20 دقيقة، وهو جهاز صغير الحجم، وممغنط، ومتصل بجهاز كمبيوتر يقوم أتوماتيكياً بقياس الضغط حوالى 150 إلى 200 مرة في اليوم والليلة، ويسجل كل تلك القراءات، ومن خلالها يمكن معرفة إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، أم أن الموضوع حالة توتر وانفعال زائد، ومن الضروري التوقف عن تناول حبوب 40mg lisinopril، حيث إنها جرعة كبيرة للغاية، ويمكن البدء في جرعات 10 مج ثم 20 إلى اقصى تقدير، وإذا احتاج الطببيب إلى زيادة الجرعات، يمكن إضافة أحد الأدوية المدرة للبول مع جرعة 20، ولا يتم تناول جرعة 40.

وننصح عموما في علاج ضغط الدم المرتفع في اتباع نظام تغيير نمط الحياة، من خلال الإقلال من الملح، ومنع التدخين في حالة التدخين، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية في حالة ارتفاعهما، والإقلال من الدهون في الطعام، وتسجيل القراءات للضغط، فإذا ظلت القراءات مرتفعة، فهناك الكثير من مجموعات الأدوية لعلاج الضغط، مع المتابعة بشكل منتظم مع طبيب واحد.

وهناك اختلاف كبير في الرؤى بخصوص تناول الأسبرين، حيث أنك لست مريض قلب، ولا تعاني من السكر، وما زال سنك صغير، ولم تصل لفوق 50 سنة، ولا تعاني من ارتفاع الكوليستيرول، ولم تعاني من ذبحة صدرية قبل ذلك، ولذلك لا حاجة لك لتناول الأسبرين لمجرد أن ضغطك ارتفع لسبب من الأسباب، لأن الفائدة من تناوله في تلك الحالة أقل من الضرر الناتج عن النزيف الذي يحدث مع تناوله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً