الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشتكي من الشد في رأسي والصداع وتشنجات الرقبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 30 سنة، أعاني من الشد خلف الرأس عندما استيقظ من النوم في الصباح، وأعاني من الشد في مقدمة الرأس، وعلى جانبي الرأس أيضا، ولكنها ليست دائمة، ولدي إحساس الدغدغة في رأسي، وأشعر بالشد في عيني وخدي من الجهتين، ولدي تشنجات عضلية في فخذي الأيمن، وتكون التشنجات بالفخذ الأيسر أحيانا، وهناك وخزات خفيفة جدا في أماكن مختلفة من الجسم، وألم في العضلات يكون عند الضغط عليها بالذراعين، وصداع خفيف خلف الرأس والعين، ولكنه غير دائم، أشعر بعدم التوازن بشكل بسيط، مع الإحساس بالغثيان دائما، ورعشة اليد، وكل الأعراض تظهر أحيانا مع بعضها، وأحيانا تختفي، بعضها أو كلها.

ظهرت الأعراض بعد إصابتي بالقولون العصبي، وبعد زيارة الطبيب الباطني، وفحص الدم للتأكد من عدم إصابتي بالأنيميا أو نقص الفيتامينات، والنتيجة أظهرت بأن لدي زيادة في مستوى الدم، وأعطاني الطبيب منشطا للدورة الدموية، وفحص الفيتامينات كان سليما، ولدي نقص بسيط في فيتامين (د)، وأعطاني الطبيب فيتامين (د) لمدة ثلاثة أشهر، وأجريت تخطيط القلب، والنتائج سليمة.

أعاني من الجيوب الأنفية والأذن الوسطى، وذهبت لطبيب العظام بسبب ألم الرقبة، وبعد الأشعة تبين بأن لدي تشنجا في عضلات الرقبة والظهر، وصف لي الطبيب علاجا للتشنج، ومسكنا للألم، ولكن دون فائدة، فقد تحسنت بشكل جزئي فقط، وأنا أعاني من التفكير بشكل مفرط، وأشكو من القلق والتوتر بشكل مستمر، وكنت أعاني من الاكتئاب بسبب صدمة عاطفية، والآن أعاني من حزن داخلي، وأتحسس من أي موقف، للعلم أنا مدخن، فهل هذا وهم أم وسواس أم لدي مشكلة في الأعصاب أو الدماغ؟ أم أنه تحسس الأعصاب فقط؟

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشد العضلي في عضلات الرقبة من الخلف، وعضلات الكتفين، وفي الظهر، والصداع الذي يظهر ثم يختفي لفترة ويعود بعد ذلك، خصوصا في سن الشباب ليس به خطورة، ولكنه يشير إلى وجود نقص في فيتامين (د)، وإلى وجود نقص بعض العناصر الغذائية، وإلى ضعف اللياقة البدنية، وإلى نقص فيتامين (B12)، مما قد يؤدي إلى الإحساس بتلك الآلام.

والتدخين يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم، ويؤدي إلى حالة تسمى hypoxia، وهذه الحالة هي التي ترفع نسبة الدم، أو الهيموجلوبين، وهو ارتفاع خادع وليس حقيقي في الواقع، حيث أن الهيموجلوبين يفضل الارتباط بغاز أول وثاني أكسيد الكربون الموجودان في السيجارة أكثر، بحوالي 210 مرة من ارتباطه بالأكسجين، فيظل الهيموجلوبين في حركة دائمة بين الخلايا والرئتين محملا بالغازات السامة دون حمل الأكسجين، فيضطر الجسم إلى تصنيع كمية زائدة من الهيموجلوبين أملا في نقل بعض الأكسجين إلى الخلايا، وهذا هو السر في زيادة نسبة الدم، وفي الشعور بالألم المستمر في نفس الوقت.

وعند التوقف عن التدخين يشفى المريض من التهاب الصدر، وتختفي الكحة، وآلام الصدر، وتتحسن الشهية، وتعود الرئتين والقلب والدورة الدموية إلى حالتها قبل التدخين، والسيجارة عند اشتعالها تحتوي على 4000 مادة سامة، معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل، لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول هو إضافة الكثير من المبيدات الحشرية عليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة.

والشد العضلي في عضلات العنق الخلفية يؤدي إلى ما يسمى بالصداع التوتري Tension headache، ويحدث هذا الشد العضلي بسبب الجلوس الخاطئ، مثل الاتكاء على الكوع والكتف، أو النوم على وسادة عالية، ولعلاج تلك الآلام يمكنك تناول كبسولات مسكنة للألم مثل celebrex 200 mg، مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin، ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن ذلك، مع الاستمرار في تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية، مع تناول أقراص كالسيوم 300 مج، مضغ مرتين يوميا، مع شرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان بصفة منتظمة.

ويمكنك أخذ حقن neuorobion، في العضل يوما بعد يوم، لعدد ست حقن، لتغذية الأعصاب، مع إمكانية تكرارها مرة أخرى، ومن الضروري تناول طعام صحي يحتوي على البروتين الحيواني، وعلى الفواكه والخضروات، مع ممارسة الرياضة، خصوصا المشي، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

ومرض التوتر والقلق معروف في الطب النفسي، ويسمى anexity، وهو من الأمراض النفسية البسيطة المنتشرة، ولا يتم تشخيصها بشكل دقيق، ويصاحب ضيق التنفس أرق، وقلة النوم، وزيادة في نبض القلب، وإلى الشعور بالاكتئاب، وقد تحتاج إلى زيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل، وشرح للحالة، وتناول بعض الأدوية المناسبة، مثل cebralex 10 mg، و prozac 20 mg، قرصا واحدا يوميا لمدة ستة شهور، ولها فاعلية في تحسن المزاج، وتساعد على علاج تلك الأمراض, وعموما أخذ الأدوية النفسية يجب أن يكون من خلال طبيب نفسي حتى يحدد لك الدواء المناسب.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب امينة البقالي

    شكرا على الإفادة

  • المغرب يونس البقالي المغرب

    شكرا على التوضيحات

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً