الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان القلب وضيق التنفس، هل هما بسبب التدخين والمنبهات؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 18 سنة، مدخن منذ سنتين ونصف، لا أعاني من أمراض.

قبل شهرين تقريبًا كنت بأحد المقاهي الشعبية مع أصدقائي، وفجأة شعرت أن قلبي انقبض للداخل، وصعوبة في التنفس من الفم، استمرت لربع ساعة، وشعرت بأنني سأموت، ذهبت للمنزل، وفي اليوم التالي بدأت فجأة أشعر بخفقان القلب.

عندما أكون جالسًا وفجأة أشعر بدقات قلبي قوية وسريعة في أوقات متفرقة من اليوم، استمرت الحالة ليومين، وفي اليوم الثالث ذهبت لطبيب عام، فقام بعمل تخطيط للقلب وصورة إيكو، وقال لي: بأن لدي تسارعا في دقات القلب، وبأن قلبي سليم، وهذا سببه التدخين والمنبهات، ولم يعطني منظم ضربات القلب لصغر سني.

أنا طولي 167 سم، ووزني 54 كيلو، أي: أن جسمي ضعيف، ولا أقوم بأي تمارين رياضية، وعندما كنت أقيس ضربات قلبي كانت 85 -95 ضربة بالدقيقة، وبعد ذلك لم أترك التدخين، واستمررت به، واستمر شعوري بضربات قلبي، وبدأت أقرأ على الإنترنت عن أعراض أمراض القلب والجلطة القلبية، وفجأة أصبحت أشعر بنغزات في صدري وقلبي وظهري، ووساوس بالموت والجلطة.

وبعد شهر من المعاناة، ذهبت لأخصائي قلب، فسألني إن كنت مدخنًا، وعمل لي صورة إيكو، وقال لي: إن قلبي متعب ورئتي أيضًا، وقال لي: إنني خلال سنتين سأتعرض لجلطة إن لم أتوقف عن التدخين، وقال لي: اسمح لك بفنجان قهوة يوميًا، ووصف لي دواء nebilet 5mg نصف حبة يوميًا، وطلب مني أن أراجعه خلال أسبوعين.

زادت الوساوس بشكل رهيب جدًا، ثم تركت التدخين، وأصبحت أتمنى أن أعيش حياة طبيعية كباقي البشر، وزادت المعاناة، فجأة أشعر بنغزات، وفجأة بتخدر اليدين، وفجأة بضيق تنفس، وكلها أعراض جلطات، ثم عدت للدكتور بعد أسبوعين، فعمل لي صورة إيكو وتخطيطًا، وقال لي: إنني قد تحسنت بنسبة 70%، فتجرأت وسألته: هل أنا مريض قلب أم لا؟ فقال: لا لا أبدًا لست مريضًا، فقلت له: هل بإمكاني أن أذهب للمقهى مع أصدقائي؟ قال: لا، سوف تتعب.

والآن أشعر بخفقان غير طبيعي، وسخونة في كامل جسدي، وأشعر بخوف شديد من أنني مريض بالقلب، ولا أستطيع أن أفعل شيئًا، وعندما أمشي خطوتين أشعر بصعوبة في التنفس دون مبالغة، وفي بعض الأوقات من اليوم أشعر بالخفقان عندما أتمدد على بطني أو جانبي الأيسر، وعندما أستيقظ من النوم، وفي بعض الأحيان أشعر بوسواس الموت والتعب، والحياة القصيرة.

فما الحل؟ وأرجو الإجابة بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما زلت شابا في مقتبل العمر، وأنت لست مريضا بالقلب، ولكن التدخين بالإضافة إلى التدخين السلبي بجلوسك في المقاهي واستنشاق المزيد من الهواء المشبع بالتبغ والدخان يضاعف جرعات السموم التي تتناولها في الرئتين، خصوصا إذا تطور الأمر وتجاوز التدخين إلى تناول مخدر الحشيش أو البانجو أو غير ذلك من المخدرات المؤذية لصحة الإنسان، بالإضافة إلى تناول المزيد من المنبهات، مثل المشروبات الغازية والقهوة والشاي، كل ذلك يؤدي إلى تسارع نبض القلب.

ولا مانع من تواجد الشباب سويا لقضاء وقت الراحة من الدراسة والترويح عن النفس، ولكن للأسف يتم اختيار المكان الخطأ، وماذا عن الساحات الرياضية وملاعب كرة القدم والنوادي والمشي حتى في الهوء الطلق، كل ذلك يريح الجسم من السموم الموجودة في أماكن التدخين المغلقة، وفي نفس الوقت يحسن اللياقة البدنية، ويقوي عضلة القلب.

ولذلك دع عنك وساوس أمراض القلب، فهناك فرق بين تسارع نبض القلب الناتج من مشكلة في القلب نفسه، وبين تسارع نبض القلب الناتج من رد فعل القلب الطبيعي، ليتعامل مع الأجواء الصعبة التي يعيشها الإنسان، واضطرار القلب لمزيد من العمل لتوصيل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم المتعبة والمرهقة من التدخين.

ولك أن تعلم أن غاز أول وثاني أكسيد الكربون الموجودين في السيجارة المشتعلة، والذي يملأ الرئتين غازات سامة، وتنافس الأكسجين الذي يحمل على الهيموجولبين بقدرة تصل إلى 210 مرة، وبالتالي يحرم الخلايا من الأكسجين الضروري لتوليد الطاقة من الطعام، وهذا هو سر الضعف العام وضيق التنفس عند بذل جهد أكبر؛ لأن الهيموجلوبين يصبح مشبعا بأول أوكسيد الكربون طوال الوقت، وكلما زاد معدل التدخين كلما ضعفت اللياقة البدنية، وقلت فرص حمل الهيموجلوبين للأكسجين الضروري للحياة.

ولذلك من المهم أن تكون إيجابيا، وتعمل على التوقف الفوري عن التدخين من خلال الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، وهي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، فقد مرت السكرة وحلت الفكرة، ولم يبق من السيجارة إلا جني الأمراض، فلم تعد السيجارة مرتبطة بالرجولة كما يظن المراهقين، ولا تحتاج إلا 10 إلى 15 يوما فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن، فلن تعود إلى التدخين مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.

ولعلاج الألم في الجسم يمكنك تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا، لمدة 10 أيام، مع ضرورة فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين (د)، وفيتامين B12، وتناول العلاج والمقويات حسب نتيجة التحليل.

وفي حال تعذر الفحص، يمكنك أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا، لمدة 16 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب، مثل: neurobion يوما بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، مع تناول مقويات للدم كبسولة واحدة يوميا، لمدة شهرين، والتعود على ممارسة الرياضة، وسوف تتغير حياتك تماما إلى الأفضل -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً