الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ارتجاع مريئي وبداية قرحة وتعب شديد، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله على ما ابتلانا به ونحن له شاكرون، وبارك الله بكم لما تفعلون من خير، وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتكم كالجبال.

قبل شهرين بدأت أعاني من ضيق تنفس، وغازات شديدة، وآلام في الصدر من الجهة اليسرى، وما يقابلها من منطقة الظهر، وارتفاع قليل في الضغط، وتعب شديد، حيث كنت أقول الشهادتين ظنا أني سأموت.

أصبح بلعومي أحمر متخدشا، زرت الأطباء وعملت تخطيطات قلب وفحص أنزيمات troponin & CK-MB، وفحص الغدة الدرقية، وفحوص الدم، والبول وكانت سليمة.

عملت ناظور للمعدة، وقال لي الطبيب أنني أعاني من رجوع الحامض للمريء، وهناك نقاط حمراء على جدار المعدة، وبداية للقرحة في الأثني عشر، والتهاب المعدة.

أعطاني إبرا تدعى CEFTAZIDIME، وأصبح لون البراز أصفر، بعد أن كان مائلا للأسود بعد استخدامها، كما أعطاني دواء يقلل من حامضية المعدة.

استمريت على العلاج لمدة شهر، عند ذهابي إلى الحمام قبل يومين وجدت أن هنالك دما أحمر مع البراز، ومرة ثانية منفصلا عنه، قال لي الطبيب بدون فحص أن هذا تهيج في القولون النازل، قد يكون سببا فطرا، وحذرني من حمل أوزان ثقيلة.

المشكلة الكبيرة أن بعد كل الفحوص مازلت أعاني من تعب دائم، ويزداد بصورة رهيبة، أحس أني سوف يغشى علي بعد الطعام، وضعف في التركيز، وأشعر أنني سوف أتقيأ بعد الأكلات المتوسطة، مثل السمك، علما أنني ملتزم بالوجبات الخفيفة سهلة الهضم، والألياف.

ملاحظة: أنا فقدت والدي قبل سبعة أشهر، وحالتي النفسية غير جيدة، لكني لا أستطيع أن أجزم إن كان التعب الشديد جدا بعد الطعام بسبب الحالة النفسية أم حالة عضوية!

أشعر بمزاج سيء، وتفكير سلبي، وعدم الاستمتاع، وهنالك حركات يد وقدم لا إرادية عند النوم، فهل التهاب المعدة يسبب هذا التعب الشديد جدا وضعف التركيز بعد الطعام؟ وكم يجب أن أستمر على هذا الحال؟

شكرا لكم، والحمد لله على ما ابتلينا به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض المذكورة في بداية الاستشارة يمكن أن تدل على الارتجاع المريئي، وغازات القولون؛ ومما يؤكد ذلك أن التنظير الهضمي أظهر درجة من الارتجاع المريئي، وكذلك تحسن الأعراض بعد العلاج بأدوية المعدة مدة شهر كما ذكر في الاستشارة.

وأن نتائج الدراسة الطبية التي أجريتها كانت نتائجها سليمة والحمد لله، وبالنسبة لوجود دم مع البراز فإن ذلك يمكن أن يكون بسبب البواسير أو الشق الشرجي أو خراج حول الشرج، وينصح في هذه الحالة المتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الجراحية للكشف والتشخيص، ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

أما بالنسبة للأعراض المذكورة في نهاية الاستشارة فهي غالبا بسبب الشدة النفسية، وحالة التوتر والقلق التي تعيشها حاليا، وينصح في هذه الحالة بمحاولة تجاهل هذه الأعراض وتناسيها، ومحاولة الانشغال ببعض النشاطات الاجتماعية أو الرياضية أو الدينية أو الثقافية، ومن العوامل المساعدة على الاسترخاء تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الالكترونية، مع التخفيف من المنبهات (الشاي والقهوة)، والمشروبات الغازية وخاصة الكولا.

وينصح بالإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ومن المأكولات المساعدة: المأكولات البحرية بصورة عامة، والخضروات الطازجة، والبيض، وكذلك الشوكولاته النقية لما لها من تأثيرات مهدئة وتساعد في تحسين المزاج، وكذلك توجد بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء والتخفيف من التوتر والقلق، مثل: الكمون، والبابونج، واليانسون، والنعناع، وعصير الليمون، والبرتقال، مع ممارسة الرياضة اليومية، وخاصة رياضة المشي والسباحة إذ يعتبران من العوامل المساعدة على الاسترخاء.

وفي حال استمرار الأعراض رغم اتباع النصائح السابقة ينصح عندها بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية لوضع خطة علاجية تتناسب مع الحالة التي تعاني منها.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً