الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخوف من الإنجاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إني -والله- أشعر بالراحة عندما أشكو لكم همومي، وأجد عندكم الحل والمساعدة، وآمل من الله أن أجد عندكم ما يساعدني على تجاوز ما أنا فيه.

مشكلتي هي الخوف من الإنجاب، أنا متزوجة منذ 7 أشهر، حملت بعد زواجي بشهرين، وكنت حزينة جداً وخائفة، وأصابتني حالة من الاكتئاب والخوف، حتى إنني كنت أتمنى أن يمر يوم دون أن أبكي أو أشعر بالخوف، وذلك بسبب إني أخاف من الحمل، ولا أستطيع تقبل وجود جسم بشري داخلي لخوفي عليه، وخوفي منه، حتى إنني كنت أتمنى أن أكون عاقراً أنا أو زوجي؛ حتى أرتاح من فكرة الإنجاب.

وبعد حملي بشهرين ونصف تبين أن الجنين متوفى داخل الرحم، ولا أخفي عليكم بأنني سعدت كثيراً، ولم أحزن على فقدانه، أحسست براحة أني تخلصت منه! ولم يعرف الأطباء ما سبب موت الجنين، ولكن يعلم الله أنني لم أكن سببه؛ لأني -ومع كل شيء- أخاف الله وعقابه.

والآن أنا حامل، ونفس الشعور والمخاوف تعاودني، ماذا أفعل؟ حاولت أن أغير من تفكيري بأكثر من وسيلة، قرأت الكتب، تصفحت الإنترنت، قرأت عن الحمل من أول شهر حتى الولادة، لكن لم أسترح، ومخاوفي تكبر مع الأيام، حتى إنه ليس خوفاً، بل أحزن، أشعر بأنني أتألم وأتعذب ولا أحد يشعر بي، لكن كل يلومني ويريدونني أن أكون سعيدة.

أنا -والله- أحب الأطفال جداً، حتى إنني لا أتصور مدى سعادتي بأن يكون لي طفل هو ابني، حتى إني أشعر بالغيرة تجاه الأمهات، لكن برغم ذلك لا أريد الإنجاب، والذي يزيد معاناتي أنني أعمل وأنا مضطرة لذلك، لكن ظروف زوجي المالية، ولا أدري كيف سأحتمل العمل والحمل معاً؟ وأخاف أن أفقد وظيفتي بسبب الحمل؛ لأني لا أعتقد أني أستحمل 9 أشهر؛ لأني أشعر بالتعب من الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يقول بعض علماء النفس: إن رفض الإنسان من أن يكون له أطفال هو ربما يكون دليلاً على الخوف من الأمومة، وتحمّل المسئولية، وحتى ربما يكون هو رفضاً لمبدأ الزواج أصلاً، إلا أن لدينا الكثير من التحفظات حول هذا الأمر، والذي أرى أنك تُعانين منه هو ما يُعرف بالقلق التوقعي المصحوب بالمخاوف الوسواسية، وهذا يُعالج بأن يُترك الأمر لضده، أي بمعنى أنك الآن حامل مثل ملايين النساء، وهذا فضلٌ من الله كبيرٌ عليك؛ لأنه يوجد من حُرم من هذه النعمة، فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تتركي الأمور تسير كما هي، ما دام قد وهبك الله الحمل الآن، وأنا على ثقةٍ كاملة حين يأتي الطفل سوف تزداد قناعتك بالأمومة، وتحمل هذه المسئولية، وسوف يبنى فيك إن شاء الله ارتباطاً وثيقاً بطفلك.

نحن لا نحبذ استعمال الأدوية النفسية في أثناء الحمل، ولكن بعد فترة تخليق الأجنة -وهي أربعة أشهر- لا بأس من ذلك، فإذا كانت أعراضك غير محتملة، وقد تخطيت المدة التي أشرتُ إليها، فلا مانع من أن تبدئي بأحد الأدوية المضادة للوساوس والمخاوف والقلق، ومن أفضلها العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئيه بجرعة 20 مليجراماً في اليوم، وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر بعد الولادة إن شاء الله، علماً أنه لا يؤثر على الطفل في حالة الرضاعة .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً