الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوج أختي دون أن أخسره أو أخسر أختي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، أريد أن أعرف كيف أتعامل مع زوج أختي الذي أخشى أن يتلطف معي، فهو شخص خجول ومتدين، لكن تدينه تقليدي، كسبه من أبويه، وليس تدين القراءة ومتابعة الشريعة، فثقافته بسيطة, لهذا لا يتجنب الجلوس في بيتنا بين النساء، بل يقصد التواجد بيننا، ويحاول إرضائي بكل شيء، حتى إذا كانت أختي غير راضية عن موضوع ما، يحاول هو إرضائي.

منذ البداية وأنا أحاول تجنبه، وعدم التواجد معه في المكان ذاته، وعدم التدخل في أمورهم, ولا أفعل أي شيء لأجذبه، ولا أنوي ذلك، ولكنني أشعر بالذنب لأجل أختي، فهي تعرف أن زوجها يعجبه ذوقي في الأشياء، وتعرف أنني أتفاداه، وللعلم أنا إنسانة عادية جداً، ولست جميلة، ولا أتزين أمام أحد.

في بداية زواجهم الكل لاحظ اهتمامه بي، لكن مع الوقت حينما علمنا طبيعة بيئته المختلطة، أخذنا الأمر بجدية أقل، فماذا أفعل لكي يتوقف عن إعجابه بي, وكيف أتعامل معه دون أن أخسره، أو أخسر أختي؟ فهي الآن تعاملني بشكل جميل، لكنني أخشى أن تكرهني, فعلى سبيل المزاح، يغيضها زوجها في أمور بسيطة، وأؤيده في ذلك، فهل يصح ذلك؟

الموضوع ليس بالسوء الذي يظهر في رسالتي، لكنني أخاف من المستقبل حينما تمل أختي منه، أو إذا تمادى في الأمر، فأنا أسمع كثيراً عن هذه المواضيع، فهل تجنبه، ومحاولة عدم رؤيته تساعد في حل المسألة أم تزيدها سوءًا؟ وهل أنصح أختي عندما أعرف بتقصيرها باهتمامها بزوجها، أم أتجنب ذلك خوفاً على شعورها؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وجوابا على استشارتك أقول:

فمهما كانت ثقافة زوج أختك فلا ينبغي مجاراته على اختلاطه بالنساء، ولا ينبغي التعاطي مع ما يقوم به، بل ينبغي أن تكونوا حازمين في هذا الأمر؛ لأن ذلك فيه مخالفة لتوجيهات نبينا -عليه الصلاة والسلام- حيث يقول: (إياكم والدخول على النساء، قالوا يا رسول الله: أرأيت الحمو، قال: الحمو الموت).

لا بد أن يكون لوالديك وإخوانك الذكور كلمة حازمة في هذا الجانب، فهم من بيدهم القرار الحازم في مثل هذه القضايا، لأن ترك الحبل على الغارب قد يتسبب في إيجاد شرخ في أوساط الأسرة.

إن لم تقدري على إقناع أهلك بذلك فليس أقل من أن تتركي الاختلاط بهم أثناء تواجد زوج أختك، امتثالا لأمر الله أولا، ثم لكونه معجب بذوقك أو تفكيرك أو غير ذلك، ولأن الأمر سيتطور أكثر مع مرور الأيام، وهذا قد يؤثر على علاقتك مع أختك، لأن تصرف زوجها سيثير غيرتها، وسيؤثر كذلك على علاقة أختك بزوجها وربما أثر مع الوقت على قلبك.

إن كانت لك أخوات أخريات فلا بد أن تقنعيهن بعدم الجلوس في مجلس فيه رجال، وإن كان زوج أختكن فزوج الأخت ليس مَحْرما.

ينبغي أن توجهي أختك بطريقة حكيمة ولطيفة أن تعين زوجها على توثيق صلته بربه، وتقوية إيمانه، وجعله يتعرف على ما لا يسعه جهله من أمور دينه الضرورية، وتطبيق ذلك في الواقع حتى لا تؤثر تصرفات زوجها على علاقتها به، وتكون قد تسببت في ذلك.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً