الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق التنفس يشعرني بدنو الموت، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ضيق تنفس يصيبني بالرعب من الموت، راجعت الطبيب، وعملت فحوصات عديدة من صورة الدم والغدة والحديد وفيتامين (د)، وكانت النتائج سليمة ما عدا نقص الفيتامين، والذي أتعالج منه حاليا، ذهبت لطبيب الصدر، وعملت تخطيط القلب وأشعة الصدر وفحصا سريريا، وكانت كلها سليمة.

أحس بدوخة وأن جسمي ورأسي ثقيلان، وأني غير قادرة على فعل شيء، ولا حتى المشي، علما أنني بناء على استشارة الدكتور/ محمد عبدالعليم ذهبت لطبيب نفسي، وشرحت له حالتي، ووصف لي بروزاك وأنافرانيل، لكني توقفت عن العلاج بعد يومين لأني لم أقدر على تحمل أعراضه، حيث أشعرني بالاكتئاب والخوف.

استقرت حالتي نوعا ما إلى أن هاجمتني نوبة ذعر في السيارة، من بعدها وأنا على حالي هذا، أخاف من السيارة ومن ضيق التنفس، فما الحل يا دكتور؟ أرجوك أريد أن أطمئن، وما العلاج المناسب؟ علما أني عانيت من وسواس الانتحار، وقرأت في موقعكم عن حالتين تشبه حالتي، وقد تخلصت منها -بفضل الله-.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعانين في المقام الأول من اضطراب الهلع، وطبعًا هذا الاضطراب اضطراب نفسي وليس عضويًا، فلا غرابة في أن كل الفحوصات كانت كلها سليمة، إذ عادةً لا يكون هناك أي مرض في أي عضوٍ من أعضاء الجسم، بل هو اضطراب نفسي، وبعد ذلك حصل لك رهاب السيارة، وعادةً الرهاب يكون بعد نوبة أو اضطراب الهلع، لأن الإنسان قد يخاف أن تأتيه النوبة في مكانٍ لا يستطيع أن يساعده أو ينقذه أحد، وعادةً يُصاب برهاب الخلاء أو رهاب الساحة، والوساوس أيضًا من اضطرابات القلق.

البروزاك عادةً ليست له آثار جانبية كثيرة في الأيام الأولى، بعض آلام المعدة والغثيان، ولكن أعتقد أن ما أتعبك هو الأنفرانيل، لا أعلم الجرعة التي أخذتيها، ولكن عادةً الأنفرانيل في الأيام الأولى يُتعب بعض الناس، وبعض الناس يأخذون حبة أو حبتين من الأنفرانيل ثم يتركونه نهائيًا، لا يستطيعون تحمُّل آثاره الجانبية.

يمكنك أن تأخذي دواءً آخر لكي يعالج نوبات الهلع والوسواس ورهاب السيارة، وابدئي دائمًا بجرعة بسيطة، هذا الدواء الذي أختاره لك يعرف باسم (سيرترالين) سيرترالين 50 مليجراما، ابدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة ليلاً، واصبري على العلاج، فلن يكون هناك تحسُّن قبل مرور شهر ونصف من بدء تناول الدواء، وبعد أن يحصل التحسُّن وتزول كل الأعراض، عليك بالاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك أوقفي العلاج بالتدريج، بخفض وسحب ربع الجرعة كل أسبوع.

وإذا كنت لا تحبذين الآن العلاج الدوائي، فعليك بالعلاج النفسي، وهو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، من خلال معالج نفسي سوف يقوم بعقد جلسات أسبوعية، الجلسة مدتها حوالي ساعة، يقوم بتمليكك مهارات معينة للتعامل مع هذا الرهاب، ومراجعة ما حصل كل أسبوع، حتى تختفي هذه الأعراض تمامًا بعد عدة جلسات، ويمكنك الجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، وهذا يكون أفضل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً