الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حبي للنظام يسبب لي المشاكل مع أسرتي!

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على هذا الصرح العظيم، وأعلم أنكم على ثغر من ثغور المسلمين، فأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكم إلى ما يحبه ويرضاه.

كل ما في الأمر أني رجل أحب النظام، وأحاول قدر المستطاع أن أكون منظما ومرتبا في كل شيء في حياتي، ولكن أسرتي لا يهتمون بهذا الأمر كثيرا، فدائما تحدث مع بعض أقراني مشاكل بسبب هذا الأمر، ومع والدتي أيضا.

أحيانا أتجنب المشاكل مع والدتي وأقول في نفسي لا مانع من التفويت لأجل رضاها عني، ولا يضيع نعيم الجنة بسبب غضبك من أمر في الدنيا، ولكني أصبحت الآن لا أستطيع أن أصبر على هذه الأمور.

أفيدوني

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، وكان الله في عونكم.

ما ذكرته حول حرصك على النظام فهذا أمر محمود، وفيه خير لك في دينك ودنياك، فديننا يحثنا على النظام، فالحفاظ على مواعيد الصلاة، والاهتمام بالوقت، واستغلاله فيما ينفع، وأن يكون الإنسان منظما في حياته، كل ذلك وغيره دعت إليه شريعتنا ورغبت فيه.

وأما ما ذكرت من عدم تجاوب من حولك لأهمية النظام وممارسته، فالذي ننصح به أن تحاول أن تبين لهم أهمية النظام وثمرته، وتترفق بهم في الإتيان به، ولا تستعجل في تحقيقه، واجتهد في الأمر، وأبشر بخير.

أما الوالدة -حفظها الله- فأرجو أن تترفق حتى تتعود على النظام، ولكن إن لم تقبل فأرجو ترك الإلحاح عليها، لأن سنها لم يعد قابلا لذلك، ولأنها لم تتعود من قبل على هذا، ولأنه يخشى إذا ألححت عليها أن يحصل التأذي بذلك فيكون ذلك عقوقا لها.

وفي الأخير: أرجو أن لا يدخل إلى قلبك اليأس بأنك لا تستطيع أن تغير فيمن حولك، بل تستطيع إذا استعنت بالله وصبرت ونصحت بالحسنى ستجد ثمرة ذلك، حتى إن لم يكن في الجيل الذي يعيش معك فسيكون بإذن الله في الجيل القادم.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً