الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح وتوجيهات للتعامل مع الأب المنحرف المتعلق بالفاجرات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مشكلتي جد معقدة، مشكلتي أن والدي تغير بشكل كبير وفي مرة واحدة، من والد كان في أعيننا المثل الأعلى الذي يقتدى به إلى رجل غريب علينا!

بعد رحيلي إلى أمريكا لإتمام دراستي بقي الوالد مع والدتي المريضة وأخواتي الثلاث البنات، وهناك بداية الحكاية، فوالدي يفعل ما يشاء، يأتي للمنزل متى شاء، ويخرج متى شاء ولا يكلم أحداً في المنزل، استمر الحال سنة ونصفاً على هذا الحال، ولا أحد أطلعني على ما يجري؛ حتى ذهبت في عطلة ثم سمعت ورأيت العجب.

فأخواتي أخبرنني عن تصرفات والدي: مكالمة في الهاتف مع فاجرات، أختي الصغيرة رأته في السيارة عدة مرات مع نساء غريبات علناً، كل الناس يتكلمون عليه في الحي، والأغرب في الأمر أنه غير مبال، قررت أن أواجهه بالأمر لكنه أنكر كل شيء.

هناك أشياء أخرى أخطر يقوم بها الوالد، كسرقة الذهب من المنزل... إلخ، لا أستطيع أن أقاوم أكثر، لا أستطيع أن أركز في عملي، ليس عندي رغبة في أي شيء، أرجوكم ساعدوني، لا أطلب الكثير، ولكن أطلب من سعادتكم أن تجدوا لأخيكم الحل المناسب، والله يرعاكم ويحفظكم من كل سوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سهيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يصلح والدك، وأن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يرده إلى صوابه ورشده، وأن يبصره بالحق، اللهم آمين.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن ما ذكرته بخصوص والدك لهو أمرٌ مزعج حقاً، وكان الله في عونكم، وكما لا يخفى عليك أن أي تصرف مهما كان لابد أن يكون وراءه من دافع معين، لذا أود -وقبل أن تُعلنوا الحرب على والدكم، وقد تخسرونه بسبب ذلك- أود أن تبحثوا في دوافع هذه التصرفات كلها، وهذا لا يمكن إلا بحيلة وصبر، والإنسان عادةً لا يُفضي بأسراره إلا لمن هو محل ثقته، لذلك أنا لا أدري هل أنت ما زلت محل ثقته أم أنك فقدت ذلك؟ فإن كان ما زال لك عنده منزلة، وأنك لم تصنف عنده في جبهة المعارضة؛ فأرى أنك وحدك القادر على مساعدته، ومعرفة أسباب هذا التغير، وإن كنت قد صُنفت عنده من المعارضة؛ فأرى أن تستعين ببعض المقربين لديه لمعرفة سبب هذا التغير، وأنصحك أن تكف عن نقده وتعنيفه؛ حتى يكون لديك الفرصة لمساعدته، وأظهر له دائماً أنك في صفه، وأنك تقف معه، وسوف تستطيع مع الأيام معرفة ظروفه ودوافعه.

فحاول إيقاف أي نقد أو هجوم عليه من أي جهة في المنزل، خاصة وأنكم بذلك قد تخسرونه إلى غير رجعة، وتدفعون به إلى خارج الأسرة، وتسلمونه للشيطان، وحاول أن تعرض أنت عليه بعض الأموال حتى يتوقف عن مد يده، وبذلك ستعينه على ترك السرقة، وبالتالي تصحيح المسار، واجتهد في عدم نقده، وأظهر له دائماً أنك في صفه وتريد مساعدته، وأنك على استعداد لمساعدته، ولو على حساب حياتك، وقل له: أنت أبي وستظل أبي مهما كانت تصرفاتك، وستظل مثلى الأعلى حتى يوم القيامة، فإذا شعرت أنه في حاجة إلى الزواج فأعرض عليه مساعدته في ذلك بدلاً من الانحراف، وحاول تهدئة الهجمة عليه، وأشعره أنه ما زال والدكم وأنكم جميعاً معه، فهو الآن في أمس الحاجة إلى وقوفكم معه؛ نظراً لأنه الآن وحده وقد جرفه تيار المعصية والشهوه والغفلة، ويحتاج إلى من يمد يده إليه لينتشله، وأعتقد أنك بذلك ستخلصه مما هو فيه، ويعود إليكم كما كان.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق، ولوالدك بالهداية والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً