الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفيدوني بنصحكم لكي ترجع أمي لطبيعتها السابقة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمي عمرها 65 سنة، أصيبت بجلطة من 4-5-2017، وتعاني من الضغط المرتفع أيضا، وتم نقلها للمستشفى وإسعافها، خلال الساعات الأولى، تأثر الجانب الأيمن والكلام، ولكن دون اعوجاج في الفم، وبعد يومين لاحظنا أنها تحرك يدها، وتربط المنديل على رأسها، وتغلق زر الجلباب الذي تلبسه، ولكن حركة رجلها كانت ضعيفة، ومع استمرار العلاج تحسنت رجلها، وباتت تقف لمدة عشر ثوان.

كما تحسن الكلام، ولكن يصعب عليها التعبير عن الشيء الذي تريده، ويكون كلامها غير مترابط، فمثلاً: لو كانت ترغب بالانتقال من الكرسي للسرير، تقول: (هيا نذهب)، وحصل موقف أنها كانت جالسة على الكرسي، وفجأة وجدتها تقول يلا نمشي، قلت لها: هل ترغبين بالذهاب إلى الحمام؟ قالت: نعم، وحاولت أن تمسك نفسها، وفعلا مسكت نفسها إلى أن وصلت إلى الحمام.

المشكلة الآن: هي عدم القدرة على التعبير، وكلامها داخل في بعض، فمثلا تنادي علي باسم خالي (أخوها)، فأقول لها: أنا إبراهيم، فتقول: نعم، إبراهيم، حاولت أن أريها صورا قديمة لي معها، وصور أخرى لزوجتي، فأعطت انطباعاً أنها تذكرت، ولكنها لا تستطيع التعبير عن الصورة، كما أنها في الأكل والبلع جيدة.

الدكتور أجرى لها أشعه على الرقبة والقلب، ومقطعية على المخ مرتين، مرة أول دخولها المستشفى، ومرة بعد مرور 48 ساعة، ووجد عندها رفرفة أوزينية، وتأخذ العلاج الآن: ماريفان 4 -تريتاس -كوردارن-التازيم - clexane 6000 - controloc 40، وسوف تقوم بعمل أول جلسة للعلاج الطبيعي.

هل أتابع مع دكتور مختص في المخ والأعصاب، وهل هناك أدوية يفترض أن تأخذها لكي يتحسن موضوع الإدراك والتركيز عندها، وما هو تقييمكم لحالتها، وهل تحتاج لدكتور التخاطب أو تنمية المهارات، وهل هناك أكل معين يساعدها على التركيز والإدراك؟

أفيدوني بنصحكم لكي ترجع أمي لطبيعتها السابقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من فضل الله أن الجلطة ليست شديدة، وأن حالة الوالدة تحسنت سريعا، وهذا مؤشر جيد -إن شاء الله-، كذلك كون أنها استعادت جزءًا كبيراً من الحركة، فهذا مؤشر طيب، وأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح -إن شاء الله-، ومن المعروف أن الخلايا العصبية تأخذ وقتا أطول في العودة إلى وظائفها السابقة، خصوصا إذا لم يحدث تلف فيها نتيجة الجلطة الشديدة.

والجهة اليسرى من المخ تحتوي على مناطق التحكم في الذاكرة والإدراك والكلام، ولذلك مع تأثر الجهة اليمنى من الجسم، وتعرضها للشل، فإن الذاكرة وصعوبة الكلام والإدراك، تتأثر إلى حد ما بحسب تأثر الحركة والإحساس في الجهة اليمنى من الجسم، وكما قلنا أن عودة الحركة سريعا يشير إلى أن الكلام والإدراك سوف يتحسن -إن شاء الله-.

والعلاج جيد، وعليك بالمتابعة مع الطبيب المعالج، ولا مانع من استشارة طبيب المخ والأعصاب، فقد يحتاج الأمر إلى إعادة فحص أشعة الرنين المغناطيسي، أو عمل أشعة مقطعية على المخ لمتابعة تطور الحالة، والمهم متابعة علاج ارتفاع الضغط، والهدف الوصول إلى 130/80 أو أقل، وعلاج الكوليستيرول في حال ارتفاعه.

والتغذية المناسبة في هذه المرحلة تتمثل في تناول مثل: ملعقة جوز الهند مرتين في اليوم، وإعطائها الفواكه ذات اللون الأسود، والحبوب مثل الشوفان والبرغل وجريش القمح، والإكثار من الأسماك مثل: السردين والسالمون التي تحتوي على أوميجا 3، وشرب الماء لتجنب الإمساك، وضرورة التعود على المشي، والاستمرار في تذكيرها بالأشخاص والصور والأماكن التي اعتادت الذهاب إليها.

ولا مانع من إعطائها كبسولات رويال جلي، وكبسولات أوميجا 3، كبسولة واحدة من كل نوع بصفة يومية، مع إعطاءها كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كل أسبوع حبة واحدة لمدة 12 أسبوعا.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً