الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني وساوس كفرية وبأني كفرت، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

لقد عقدت قراني، وأصبت بعدها بالوسواس القهري، وأحسست بحركة في لساني وفمي، وشفتاي مغلقتان تماما، ولكن بعدها أخذت أجرب نطق كلمات تحتوي على الطاء والألف مثل طارق، وأحسست أن الراء ستتبدل، وقرأت آية من القرآن بنفس الطريقة لأثبت أنه لا بد من حركة الشفاه إلى أن سمعت صرخة في أذني تقول لا تعتذروا قد كفرتم، تنبهت ساعتها لما أفعل، ومن ساعتها وأنا أخاف أن أكون كفرت، وأحس بأن حياتي مع زوجتي ستغضب الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله طاعتكم.

الذي يحدث لك وسواس قهري ولا شك في ذلك، والوساوس قد تكون وسواساً فكرياً أو قد تكون وسواساً طقوسياً وحركياً، والوساوس أفعال، وهذا الذي يحدث لك وسواس فكري زائد وساوس أفعال.

موضوع حركة الشفاه وموضوع نطق الحروف هذا إملاء من الوسواس لجزء معين في جسمك بأن يقوم بأداء الحركة الوسواسية، وهذا كله يعالج من خلال التجاهل والتحقير التام، إذا تجاهلت الفكرة سوف تتجاهل الفعل، أو سوف يتقلص الفعل، لا تناقش الوسواس أبداً مهما كانت الظروف، وأنت -أخي الكريم- محتاج لعلاج دوائي.

نحن الآن أمامنا أدلة قاطعة أن العلاج الدوائي ناجح وفاعل في علاج الوسواس، ويمهد للإنسان، بل يسهل له التطبيقات السلوكية أيا كان نوعها، وهنالك تطبيقات سلوكية كثيرة نحن دائماً نوصي بالتجاهل؛ لأنه الأسهل، ولأنه فعال، ويمكن للإنسان أن يطبقه بحذر جداً.

حين تأتي الفكرة قاومها، قل لها: أنت فكرة حقيرة وسواسيه لا أتبعك، أنا والحمد لله أجيد النطق وليس لدي مشكلة، وهكذا، وعليك أيضاً أن تلعب الرياضة، وعليك أن تمارس التمارين الاسترخائية، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تحرص على صلواتك في وقتها مع الجماعة، ويكون لك ورداً قرآنياً ثابتاً، وأن تحرص كثيراً في عملك -أخي الكريم-، وأن تقضي أوقاتا سعيدة مع زوجتك وأسرتك، وهذه الأشياء مهمة جداً، لأنها تأخذ حيزا زمنيا كان أو يمكن أن يشغله الوسواس، النسيج الاجتماعي مهم لعلاج الوساوس، فأرجو أن تطبق ذلك.

العلاج الدوائي مهم كما ذكرت لك، إن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي ليؤكد لك ما قلته لك فهذا لا بأس به، وإن كنت لا تريد أن تذهب إلى الطبيب النفسي فعقار بروزاك عقار جيد وسليم وفاعل، وفي مصر يوجد منتج يسمى فلوزاك، والاسم العلمي هو فلوكستين، دواء رائع دواء جيد يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم هذه جرعة البداية وقوة الكبسولة هي 20 مليجرام تناوله بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها كبسولتين يومياً، ويمكنك أن تتناولها ليلاً، وهذه الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، علماً بأن الجرعة العلاجية الكلية هي 80 مليجرام في اليوم أي 4 كبسولات، لكنك لا تحتاج إلى هذه الجرعة، استمر على جرعة الكبسولتين لمدة 4 أشهر، وهذه مدة معقولة جداً، بعد ذلك خفضها إلى الجرعة الوقائية، وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء ليس لديه آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يؤخر قليلاً القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على ذكورية الرجل أو صحته الإنجابية.
وتوجد أدوية كثيرة أخرى كالفافرين والسيرترالين وكلها -إن شاء الله- مفيدة، لكن أعتقد أن البروزاك هو الأفضل لأنه قليل الآثار الجانبية وهو في متناول الإنسان حتى من ناحية السعر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً