الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع وخوف تصيبني أثناء الصلاة والخروج من المنزل.. فما علاج حالتي؟

السؤال

السلام عليكم..

يعلم الله أني أحبكم والقائمين على هذا الموقع في الله، ومبارك عليكم هذا الشهر العظيم.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، طولي 1.86سم، ووزني 88 كيلو، كنت مواظبا على الصلاة في المسجد، وكنت دائماً أحب صلاة الجماعة، ودائماً عند الجلوس لفترة طويلة أو السجود والنهوض أشعر بشيء من الخفقان البسيط، ويزول بشكل سريع، ولكن في مرة من المرات دخلت للمسجد وجلست بعد أداء تحية المسجد، وبعد أن أقيمت الصلاة نهضت بشكل مفاجئ، وشعرت بخوف وخفقان شديد جدا، كنت أصلى صلاة العشاء، وحاولت التماسك لدرجة أني شعرت في الرغبة في الخروج من الصلاة، وفعلا لم تمر سوى دقائق وقطعت الصلاة وخرجت مسرعا إلى المنزل من شدة التعب من نوبة الهلع التي أصابتني.

أجريت فحوصات للقلب وكانت سليمة، علما بأن لدي ضيقا في الصمام الرئوي وهو عيب خلقي، وأجريت القسطرة، وطمأنني الطبيب بأن حالة الصمام ممتازة بنسبة 95% ، وأن القلب يعمل بشكل جيد، ووصف لي دواء افلوكارديل ربع حبة في الصباح وربعا في المساء، أخذته مدة ثم قطعته؛ لأنه أصبح يسبب لي تعبا وهبوطا في دقات القلب إلى 50 دقة، ومنذ ذلك الحين أصبت بحالة من الخوف من صلاة الجماعة، حتى أصبحت أصلي في البيت، وإذا أجبرت نفسي على الذهاب للمسجد أذهب متأخرا وأقف في آخر الصف من الخوف.

ويصيبني شعور بالتعب والتوتر والخوف الشديد والخفقان والضيق في كل صلاة أذهب فيها إلى المسجد، بعد ذلك تدهورت صلاتي، وضاع الخشوع، ولاحقتني نوبات الهلع في صلاتي حتى في المنزل، وأصبحت كل صلاة أصليها بمثابة إنجاز أحققه، حتى أني كنت أضطر أحيانًا لإكمال الصلاة جالسًا من شدة الهلع، فعندما أنهض دائما من السجود يزداد وضعي سوء، وتزداد دقات القلب والخوف بأني على وشك الموت.

لاحقتني نوبات الهلع في غير الصلاة أيضًا، حتى كرهت الخروج من المنزل، وأصابني اكتئاب وتوتر وقلق وخفقان مستمر طوال اليوم، وقمت بعمل رقية شرعية، ولكن ما زال الوضع كما هو.

ونحن الآن في رمضان، وأريد أن أصلي قيام اليل مع الجماعة، ولكن الوساوس والخوف أصبح يؤثر علي بشكل كبير في اتخاد مواقف أو قرارات معينة.

أفيدوني جزاكم لله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fattah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونرحب بك في موقعك هذا، وتقبل الله تعالى صالح أعمالكم وصيامكم وطاعتكم.

أخي الكريم: أتفق معك أنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة مما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، وهذا قد يكون أعاقك كثيراً في الإقدام على الصلاة مع الجماعة.

وأول ما أنصحك به هو: أن لا تفتح أي ثغرة للشيطان، يجب أن تكون حازماً وقوياً وثابتاً وجلداً في أن ترفض هذا الفكر، الفكر الذي يمنعك من الصلاة مع الجماعة يجب أن ترفضه، وأن لا تجد لنفسك أي نوع من العذر، هذا هو المبدأ الرئيسي.

المبدأ الثاني: أبشرك أنه توجد أدوية مضادة للمخاوف والوساوس، هذا نسميه بالخوف أو الوسواس القلقي ذو الطابع الاجتماعي، والأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي مفيدة جداً، وهي كثيرة جداً بفضل الله تعالى، وإذا كان بالإمكان أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم يكن ذلك ممكناً، فأنا أقول لك يمكن أن تتحصل من الصيدلية على الدواء الذي يسمى زيروكسات، واسمه العلمي باروكستين، يوجد نوعان من الزيروكسات، الزيروكسات العادي والزيروكسات السي أر، السي أر ربما يكون أفضل، ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 25 مليجراما يومياً لمدة 3 أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجراما يومياً لمدة 3 أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا التدرج في بداية العلاج وبناء الجرعة العلاجية ثم بعد ذلك تخفيض الدواء والتوقف عنه تدريجياً أمر مطلوب؛ لأن ذلك سوف يقيك تماماً من الآثار الجانبية خاصة ما يسمى بآثار الانسحاب المفاجأة للدواء، والتي قد تسبب نوعاً من القلق.

الدواء دواء سليم ولا يسبب الإدمان، وبعض آثاره الجانبية البسيطة هو أنه ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي، لكن لا يؤثر أبداً على ذكورية الرجل أو على صحته الإنجابية.

أخي الكريم: بعد أن تبدأ في تناول الدواء بأسبوعين سوف تحس بتحسن كبير، وهذه المخاوف والوسواس قد ابتدأت تقل كثيراً، وهنا يجب أن تنتهز هذه الفرصة لتدفع نفسك أن تصلي مع الجماعة وأن تتواصل مع الناس، وأن تحضر الاجتماعات، أن تزور أرحامكم أصدقاءك، أن تكون شخصاً فعالاً في أسرتك.

لا بد -أخي الكريم- أن تستغل هذه الفرصة العلاجية استغلالاً جيداً لتعيش حياة طيبة دون أي أعراض نفسية أو أعراض جسدية، أعراض الخفقان والشعور بالتوتر هي ناتجة من القلق، وإن شاء الله تعالى بتناول هذا الدواء سوف تجد أنها قد انحسرت وقلت حتى تختفي تماماً، ممارسة أي نوع من الرياضة ستكون أيضاً مفيدة جداً لك، وكذلك أي نوع من التمارين الاسترخائية إذا طبقتها سوف تجد في ذلك خيرا كثيرا، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم: (2136015) فيها بعض التنبيهات الإرشادية لتطبيق هذه التمارين، فأرجو أن تأخذ بها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب الحسين أباعش

    أعاني من نفس الحالة
    شكرا لكم على هذه النصائح القيمة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً