الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بارتجاع مريئي وأعاني من الوسواس القهري الدائم.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولًا: أشكركم على كل ما تقدمونه من استشارات وفتاوى، وجزاكم الله خيرًا عليها.

بالنسبة لاستشارتي فسأحكي قصتي من البداية، حينما كان عمري 14 سنة تقريبًا أصبت بمرض الوسواس القهري، ولم أكن أعلم أنه وسواس قهري، وكانت عبارة عن فكرة معينة سيئة لا أحب التفكير فيها تتكرر في عقلي طوال اليوم، وفي كل دقيقة حتى أني أصبحت مكتئبًا جدًا، وفكرت بالانتحار وقتها، ولكن -ولله الحمد- هداني الله للقرآن، وبعد سنة زالت عني تمامًا.

الآن عمري 25 سنة -ولله الحمد- ولكن عاد إليّ مرض الوسواس القهري مجددًا قبل عدة سنوات تدريجيًا، كان بدايتها النجاسة والضوء حتى وصلت إلى الصلاة، وأصبحت أعاني بشدة في تكبيرة الاحرام، وأعيدها باستمرار، وهذا الشيء أحزنني جدًا، وما زلت أعاني منها إلى الآن.

وقبل شهرين أصبت بمرض ارتجاع مريئي، وسبب لي صعوبة في البلع، وهذا الشيء زاد حزني؛ مما جعل اكتئابي يعود وعادت إليّ نفس الأفكار القديمة التي كانت معي حينما كان عمري 14 سنة، وأشعر بحزن شديد الآن، فالمرض أشعر بأنه ازداد عليّ بأفكار قهرية شبه دائمة بالإضافة لوسوسة الصلاة.

رأيت استشاراتكم لبعض الأدوية، ولكني أرغب بدواء رخيص السعر إن أمكن في السعودية يزيل القلق والاكتئاب والوساوس.

أسأل الله أن يشفيني، ويشفي جميع المسلمين من هذا البلاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بما أن الوسواس القهري بدأ معك في سِنٍّ مبكرة، وبالرغم من أنه اختفى إلَّا أنه عاد مرة أخرى، فإنك في المقام الأول تحتاج إلى علاج نفسي، تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي؛ لأنه مهم جدًّا في حالة الوسواس القهري الذي يستمر لفترة طويلة، ولا غضاضة في الجمع بين العلاج النفسي – خاصة العلاج السلوكي المعرفي – والعلاج الدوائي.

ولعلَّ أفضل دواء يساعدك في الوسواس القهري والقلق والاكتئاب دواء السبرالكس، عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة بعد الغداء لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف تظهر نتائجه في خلال ستة أسابيع إلى شهرين، ولكن يجب عليك الاستمرار فيه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم التوقف التدريجي بعد ذلك، وكما ذكرتُ فإن هذا يجب أن يكون مصحوبًا مع علاج نفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، فإنه -إن شاء الله- سيؤدي إلى نتائج أفضل مع الدواء، وقد لا ترجع الأعراض بعد التوقف عن الدواء.

علاج الوساوس في الصلاة والطهارة سلوكيا 262448 - 262925 - 262925 - 261359 - 262267

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً