الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسارع في دقات القلب هل هو مرض نفسي أم جسدي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2345705 الآن أوقفت علاج مودابكس وامبيريد للأعراض التي أشكو منها، والتي تتمثل في عدم انتظام ضربات القلب وضربات القلب القوية التي تهز جسمي، مع عمل جميع التحاليل والأشعة على القلب وغيره، والنتيجة كلها سليمة.

ذهبت إلى طبيب نفسي آخر، ووصف لي دواء بوسبار 10 3 مرات في اليوم، واندرال 10 3 مرات في اليوم، ودواء اسمه سيسرين 50 حبة واحدة فقط، وأعتقد أن السيسرين يشبه المودابكس؛ لأنه من المادة ذاتها، فهل هذا الدواء سيعالج الأعراض التي أعاني منها؟

ثانيا: بما أن كل شيء سليم فلماذا دقات قلبي محسوسة وقوية وتهز جسمي بدون سبب؟ فقد قرأت استشارة تشبه حالتي وكان كلام الدكتور للحالة المشابه: أن دقات القلب القوية أو التي تكون محسوسة وتهز الجسم ليس لها علاقة بالقلق والتوتر فهل هذا صحيح؟

وإذا كانت ليست من القلق والتوتر ولا لسبب عضوي فما سبب ذلك؟ وهل من الممكن أن تكون بسبب التفكير الزائد في القلب؟ أرجو الإجابة؛ لأنني أعاني منها منذ 7 أشهر، وحالتي تزداد سوءا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي الكريم أود أن أتحدث أولاً عن موضوع دقات القلب القوية التي تزعجك، أو عدم الانتظام في ضربات القلب، هذه الأعراض شائعة وتقريباً 10% من الناس يعانون منها وهي تتفاوت في شدتها وحدتها، عدم انتظام ضربات القلب والشعور بقوة الضربات والذي يسمى الخوارج الانقباضية القلبية له أسباب متعددة منها القلق والتوتر، لا أحد يستطيع أن ينفي القلق والتوتر كسبب، مع احترامي الشديد للرأي الذي قيل لك، والسبب الثاني هو زيادة التفكير حول مرض القلب وحول موت الفجأة، وبعض الناس حساسين جداً حول هذا الموضوع.

وهذا الإنشغال قد يكون على المستوى العقل الظاهري أو على مستوى العقل الباطني بمعنى أن الإنسان لا يشعر بأنه منشغل بالأمر لكن في حقيقة الأمر هنالك سيطرة وجدانية تامة تجعله مشغولاً بهذه الحالة وهذا يؤدي إلى هذه الخوارج القلبية.

السبب الثالث هو بعض الناس تحدث لهم استثارة فسيولوجية لعضلات القلب، وهذا ينتج عن كثرة شرب الشاي والقهوة مثلاً، وبعض الناس حتى ولو تناولوا فنجانا واحدا من الشاي أو القهوة قد تنتج عنده هذه الخوارج والانقباضات القلبية المزعجة.

السبب الرابع هو زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية هذا أيضاً يؤدي إلى هذه الحالات، وحتى الإجهاد النفسي والجسدي أيضاً قد يكون سبباً بالنسبة للشخص الحساس والذي لديه قابلية شديدة لهذه الانقباضات، إذاً أخي الكريم أوضحنا لك الأمر وقطعاً أنت قمت بالأمر الراشد والصحيح وهو أنك قد فحصت عند الطبيب واتضح أن قلبك سليم.

إذاً العملية هي عملية فسيولوجية نفسية، والأدوية التي أعطاها لك الطبيب أدوية ممتازة، خاصة عقار البوسبار والاندرال، هذه سوف تساعدك كثيراً، أما السيلين والذي ذكرت أنه ربما يكون هو المودابكس والذي يعرف باسم سيرترالين هذا دواء ممتاز ولا شك فيه، لأنه سوف يثبط ويقلل القلق والخوف لديك، إذاً الأدوية التي كتبها لك الطبيب أنا أقرها تماماً.

ونصيحتي لك هي أن تقلل من شرب الشاي والقهوة إذا كنت من الذين يكثرون، والشيء الآخر هو أن تمارس الرياضة، ممارسة الرياضة سوف تساعدك كثيراً كما أن الالتزام بالتمارين الاسترخائية كما ذكرنا سلفاً سيكون أمراً مفيداً جداً بالنسبة لك.

وأنصحك بأن تشغل نفسك وتصرف انتباهك، وأن تشغل نفسك يعني أن تدير وقتك بصورة ممتازة في أثناء اليوم، خصص وقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للعمل، ووقتا للدراسة وهكذا، هذه الطرق العلاجية وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً