الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض والده الزواج بي لأنه معيلهم الوحيد

السؤال

أعرف شاباً ونحن مجتمعون على طاعة الله، ونريد أن نتزوج وأبوه لا يريد بمبرر أنه يعول العائلة وأبوه لم يعد يشتغل، ولقد خطبني من والدي وحده، فماذا نفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wafaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن سعادة هذه الشاب في الجمع بين رضا والديه وصيانة حقوقك ورعاية مشاعرك، ولن يبلغ هذا الخير إلا إذا وجد منك التشجيع والمساعدة والصبر بعد توفيق الله، فإن شريعتنا دعوة للعدل والإحسان.

ولاشك أن هذا الشاب لن يظل من غير زوجة، وليس هناك مانع من مساعدة أهله بعد الزواج ولو باليسير، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، ولكن هذا يتطلب تضحية من كل الأطراف، والزواج لا يعفي الرجل من رعاية والديه وأسرته في حدود إمكاناته المتاحة، والله تبارك وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.

ولعل السبب في ذلك هو عدم علم والده من البداية برغبته في الزواج وإلا فأين كان هذا الوالد عندما تقدم ابنه لخطبتك؟ ولماذا لم يحضروا معه؟ ومن حق كل أسرة أن تتعرف على أسرة من يتقدم لخطبة بناتهم وتقف على الأوضاع الأسرية الخاصة بهم وتطلع على طريقة تعاملهم وإداراتهم لأمورهم وحتى تعاملهم مع الجيران والأرحام.

ومن هنا نعرف الخطأ الذي يقع فيه بعض الشباب والفتيات الذين يقيمون علاقات عاطفية في الخفاء ثم يجيء الإعلان عن ذلك متأخراً، فتحدث مشاكل لم تكن في الحسبان، ونجد أنفسنا في حرج وضيق شديد أدخلنا أنفسنا فيه بمخالفتنا لأحكام هذه الشريعة التي تريدنا أن نأتي البيوت من أبوابها، ونجعل العلاقات محكومة بتلك الضوابط العظيمة التي تؤسس حياتنا الزوجية على الوضوح، والرضا والطاعة، وتربي الطرفين على رعاية الشروط وتحمل المسئوليات، وقبل ذلك على رضا رب الأرض والسموات.

وأرجو أن تساعديه بالصبر وتشجعيه على الإحسان لأهله وعليك بكثرة اللجوء إلى الله والحرص على ذكره والاستغفار.

والله ولي التوفيق والسداد!



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً