الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند رؤية الفتيات تضطرب مشاعري.. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 20 عاما، طالب في كلية الطب البشري بالفرقة الثالثة، متفوق دراسيا، وأنا معروف بتفوقي، وذكائي، ونبوغي، وحسن أخلاقي، وديني، ومعاملتي الطيبة، مشكلتي أنني أرى نفسي مراهقا مراهقة متأخرة، وذلك لأن مشاعري تلين وترق عند أي فتاة أراها في الجامعة، وهذا الموضوع أصبح يؤثر على دراستي، فما هي نصيحتكم؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلقد ذكرت أنك شاب في كلية الطب، متفوق دراسيا،ً ومشهور عنى تفوقك، وذكائك، ونبوغك، وحسن أخلاقك، ودينك، ومعاملتك الطيبة، وهذا شيء رائع، وأسأل الله لك المزيد من التفوق والنجاح.

وقد وصفت نفسك بالمراهقة المتأخرة، وذلك لأنك تشعر بأن مشاعرك تضطرب عندما ترى الفتيات في الجامعة.

دعنا في البداية نتعرف على تعريف الحب، فقد تعددت تعريفات الحب عند علماء الاجتماع:
فقد عرفه القرطبي بأنه: ميل لما فيه غرض يستكمل به الإنسان ما نقصه، وسكون لما تلتذ به النفس وتكمل بحصوله.

وعرفه الرازي بأنه: الشهوة وميل الطبع ورغبة النفس.

وعرفه القاضي عياض: بأنه الميل لما يوفق المحب.

وعرفه الإمام الغزالي: بأنه ميل الطبع إلى الشيء الملذ، فإن قوي ذلك الميل وتأكّد سمي عشقاً.

فالميل إلى الحب أمر فطري، لكن الشرع ضبطه بقيود وضوابط شرعية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح"، [رواه ابن ماجه].

أما أن تضطرب مشاعرك في كل فتاة تراها، ويشغلك ذلك عن هدفك الأساس، فهذا يحتاج إلى إعادة نظر، وآمل أن تركز في النقاط التالية:
1- غض البصر: فلا بد أن تقوي لديك الوزاع الديني، الذي يحفزك على غض البصر، فإنه أنقى وأطهر لقلبك.

- قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، [ سورة النور: 30].

- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

- عن بريدة الأسلميّ -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعليّ: (يا عليّ، لا تتبع النّظرة النّظرة؛ فإنّ لك الأولى وليست لك الآخرة)، [رواه أبو داود والترمذي].

- عن حذيفة -رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس، من تركها من خوف الله تعالى، أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)، [أخرجه الحاكم في مستدركه].

- قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (إذا مرّت بك امرأة فغمّض عينيك حتّى تجاوزك).

- قال القرطبيّ: البصر: هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواسّ إليه، وبحسب ذلك كثر السّقوط من جهته، ووجب التّحذير منه، وغضّه واجب عن جميع المحرّمات. وكلّ ما يخشى الفتنة من أجله.

2- الزواج أو الخطبة: ذكرت أنك طالب في السنة الثالثة من كلية الطب، وأنك متفوق في دراستك، إذا فالمستقبل أمامك مضمون -بإذن الله-، فلا بأس أن تتحدث لأهلك عن مشكلتك، فإن كانت الإمكانيات المادية متاحة، أن تقدم على الخطبة، فإن ذلك سيجعل مشاعرك في حصن حصين حين تتوجه إلى فتاة واحدة بالحلال، وكذلك سيبعد عنك التشتت الذهني، وما ذكرت من التأثير على دراستك.

3- إن لم يكن بإمكانك الزواج، فعليك بما قدمه لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حل شاف كاف -بإذن الله-، ألا وهو الصيام.

عن ابن مسعود في الصحيحين قال -صلى اللهُ عليه وسَلَّم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ).

4- حافظ على الصلوات الخمسة في أوقاتها، والأفضل أن تكون في جماعة فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وليكن لك ورد من القرآن الكريم، والأذكار، ولا سيما الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، واحرص على أوراد الصباح والمساء، فإنها ستكون بإذن الله حصنا حصينا لك، تبعدك عن الحوام والشبهات.

5 ـ انظر إلى جميع هؤلاء الفتيات على أنهن مثل أخواتك، فهل تحب أن يحدث لأخواتك مثل ما تتخيله تجاههن؟

6 ـ لا تكثر الاحتكاك بقسم الفتيات، واجعل علاقاك مقصورة على زملائك الشباب.

أسأل الله أن يجعلك من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة، ويرزقك الزوجة الصالحة اللهم آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • محمد

    جزاكم الله خيرا
    نصائح مهمة للشباب
    نسأل الله ان يحفظ قلوبنا وأبصارنا

  • تركيا عبدالله الحدار

    جزاكم الله خيرا
    مفيد جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً