الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة غريبة لا أدري هل هي مس أم مجرد حلم؟

السؤال

السلام عليكم

منذ 4 سنوات يؤرقني كابوس لا ينفك عني، حيث أبقى في الحلم كالمربوطة والملجومة، لا أستطيع تحريك يدي ولا رجلي، حتى صوتي لا أستطيع النطق أو الصراخ، وأرى خيالات كبيرة، وأطير في الهواء، وأحياناً أقفز، ثم أشعر بأن أحداً ما يشدني ويحاول أن يدخلني إلى الحمام بأي طريقة.

طول السنين الأربع لم يفلحوا في إدخالي إلى الحمام، فكلما اقتربت من الباب أقول لا إله إلا الله، فأسقط أرضا وأستيقظ، ولكن جسمي يكون مشلولا ولا أستطيع التكلم، إلى أن أستوعب بأني استيقظت وأبدأ بالكلام.

ذهبت إلى عدد من المشايخ، فاستغربوا مما قلت لهم، فما الحل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا نوع من الجاثوم، وهو بالفعل مزعج، لكن يمكن علاجه.

أولاً: لا أريدك أن تعتقدي أن هذه التجربة المخيفة سوف تحدث لك دائمًا، يجب أن تبني قناعاتٍ جديدة أنه يمكن التخلص من الجاثوم.

الأمر الآخر: احذري تمامًا من التفسيرات الخاطئة، والروايات التي قد يرويها البعض من المشعوذين حول هذه التجارب، وتعاملي مع الأمر حسب ما ورد في السُّنة المطهرة.

أولاً: لا تتحدثي ولا تحكي بما أصابك أو محتوياته، وحين تستيقظين اتفلي على شقك الأيسر ثلاث مرات، واستغفري واستعيذي بالله من الشيطان. هذا يفيدك كثيرًا.

أريدك أيضًا أن تتجنبي الإجهاد والإنهاك النفسي والجسدي قبل النوم، يعني فترة المساء يجب أن تكوني في حالة استرخاء وراحة ذهنية وراحة عضوية؛ لأن الجاثوم كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالإجهاد النفسي والجسدي والأنشطة الفكرية التي تسبق النوم، فاجعلي خيالك صافي جدًّا، اقرئي أذكار النوم بكل تمعن وتؤدة، وتوضئي قبل النوم، وصلي ركعتين قبل النوع، واقرئي شيئًا من القرآن ولو آية الكرسي والآيتين من سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين، طبِّقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرُّجي، وفي إسلام ويب أوردنا استشارة رقمها (2136015) فيها إرشادات مهمَّة لكيفية تطبيق هذه التمارين.

عليك أيضًا بممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، كما أنه من المهم جدًّا تجنب النوم النهاري، ومن الأشياء التي يجب أن نحذِّر منها هو تناول وجبات من الطعام تكون دسمة، أو يتم تناولها في وقت متأخر من الليل، وإذا كان لا بد من تناول طعام العشاء فيجب أن يكون خفيفًا ومبكرًا، لتتمَّ عملية الهضم بصورة تامَّة، لأن المعدة هي بيت الداء في كثير من الأشياء.

الأمر بهذه الكيفية، وفي أثناء النهار عبّري عن ذاتك، لا تكتمي، لا تحتقني، التعبير عن النفس وعدم الكتمان فيه نوع من التفريغ النفسي الممتاز، النفس لها محابس، والنفس تحتقن مثل ما تحتقن الأنف، فلابد أن يكون هنالك تفريغ نفسي حتى لا ينعكس على مستوى العقل الباطني ويظهر في شكل أحلام مزعجة أو جاثوما أو شيئا من هذا القبيل.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، لكن إذا تكرر الأمر وكان مزعجًا فعقار (إيمتربتالين/ تربتزول) دواء جيد لتحسين النوم، وإزالة أي قلق مرتبط بهذه الحالة، والجرعة هي خمسة وعشرين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً ساعتين قبل النوم، مدة العلاج هي شهرين إلى ثلاثة أشهر وليس أكثر من ذلك.


بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
____________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
وتليها إجابة الشيخ/ عقيل المقطري -مستشار العلاقات الأسرية والتربوية -.
____________

مرحباً بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

عليك ألا تجعلي ذهنك مشدودا ومشغولا بهذا الأمر، وتناسي ما يحصل لك تماما؛ فإن إشغال الذهن والخوف مما يحدث لك أثناء النوم يجعل هذا الأمر يتكرر.

أنصحك أن ترقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية والأدعية النبوية وذلك بأن تجمعي كفيك وتقرئي ثم تمسحي على جسدك، فإن مثل هذه الأحلام المزعجة قد تكون محاولة لتلبس الجن، فإنهم يرتقبون الوقت المناسب لذلك، فاحذري من الغفلة والغضب الشديد.

أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، ففي ذلك حرز لك من الأذى ويجلب لك الطمأنينة.

من فوائد أذكار اليوم والليلة أنها تقي الإنسان من كل شيء بإذن الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان مِن آخر سورة البقرة مَن قرأهما في ليلة كفتاه) قال الإمام النووي رحمه الله: قيل معناه كفتاه من قيام الليل، وقيل: من الشيطان، وقيل: من الآفات ويحتمل: من الجميع.

ابتعدي عن المنبهات في فترة ما بعد الظهر، واجعلي نومك في المساء فقط، ولا تخلدي إلى النوم إلا وأنت مرهقة.

أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يجعل لك من كل هم فرجا، ففي الحديث (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك)، واحذري الذنوب فإنها عامل لجلب هذه الكوابيس وتكدير حياة المؤمن؛ لقول الحق سبحانه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا).

إن رأيت مرة أخرى هذه الأحلام المزعجة فعليك بما دلَّنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن نفعله بعد القيام من الفزع، يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه).

لا تحدثي أحدا بما ترين، وعليك بصلاة ركعتين بعد الفزع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (.. فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس).

توضئي قبل النوم، وصلي الوتر، وعليك أن تأتي بأذكار النوم كاملة وأنت جالسة على فراشك قبل أن تضعي رأسك على الوسادة، ولا تتركي من ذلك شيئا.

شغلي القرآن الكريم في البيت عموما، وفي غرفة نومك خاصة كلما سنحت لك الفرصة، ونامي على سماع القرآن الكريم، فستجدين أن هذه الكوابيس المزعجة تختفي تماما.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً