الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تعب نفسي وروحي ولا أدري ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله وبارك فيكم وقواكم الله..

أنا فتاة في المرحلة الثانوية، أنا مريضة روحيًا، وسبق وأن راجعت مشايخ عدة، ولكن لا أستمر في المراجعة، فأهلي مهملون في هذا الموضوع، إلا أنني أعاني جدًا، وهذه السنة الرابعة تقريبًا، فأنا أتضايق جدًا من العبادة مثل: القرآن، والصلاة، وإلخ، وكل ما يتعلق بالعبادة تقريبًا، وسابقًا قلت لأهلي وما زلت أقول لهم بأني كلما راجعت شيخا راقيا أرى تحسنا، لكنني لا أستمر، وقد حاولت أني أرقي نفسي في المنزل، أو أسمع رقية أو قرآنا ولكنني لا أستطيع، وقد أتعب جدًا فلا أحسن السلوك؛ لأنني ممسوسة، وأيضًا أتضايق جدًا فلا أستطيع.

تعبت جدًا من التفكير في الحل، كما أن مستواي الدراسي متدن بسبب الآلام، وقلة التركيز، وكثرة التغيب، وإلخ...

إضافة إلى أنني في البيت أتضايق من والدتي وإخوتي، ومن كثرة الوساوس الشيطانية العدوانية، وقلة العبادة بسبب الضيقة والتعب الشديد، وكلما حاولت الدعاء أتضايق، وكأن هناك ما يشغلني، فوضعي النفسي والروحي يزداد سوءا.

وجهوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روبن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

فحالتك والله أعلم واضحة أنك تعانين من حسد أو سحر طالما وليس عندك أي مرض عضوي، وتتحسنين أثناء الرقية، ولذلك فلا بد من الاستمرار بالرقية حتى تبرئي بإذن الله تعالى، وعليك أن تخبري أفراد أسرتك بمعاناتك الشديدة، فإن لم يلتفتوا لذلك فاجتهدي في الاستمرار بالرقية، واستعيني بعد الله ببعض محارمك كأعمامك وأخوالك، ولن تعدمي من محبين لك من محارمك الذين سيقفون بإذن الله إلى جانبك.

أنصحك ألا تستسلمي للوضع ولا للوساوس، واستعيني بالله يقول عليه الصلاة والسلام: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)، فمن استعان بالله أعانه ومن توكل الله كفاه ما أهمه.

اجتهدي في أداء العبادات وعلى وجه الخصوص الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، وضيقي على الشيطان مجراه بالصوم، وألحي على الله بالدعاء أن يشفيك ويرفع عنك البلاء، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

من أفضل أوقات الدعاء الثلث الأخير من الليل وما بين الأذان والإقامة وفي حال الانتباه من النوم وفي حال السجود.

لا تركزي على الحالة التي أنت فيها، ومارسي حياتك بشكل اعتيادي، وكوني على يقين أن الله سيفرج عنك ما أنت فيه.

لا ترسلي لعقلك الرسائل السلبية لأنه يتبرمج وفقها وينتج عن تلك الرسائل أفعال سلبية منها الاستسلام للمرض وترك العبادات والقنوط واليأس.

أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، كما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثري من سماع القرآن وعودي نفسك على جزء معين وارفعي من القدر الذي تستمعيه بالتدريج، وارقي نفسك صباحا ومساء بجانب رقية الراقي.

لا بد أن يكون الراقي ثقة أمينا، وأن يرقيك بحضور أحد محارمك؛ وذلك تجنبًا للوقوع في أي محظور شرعي.

حافظي على أذكار اليوم والليلة، ومنها أذكار النوم؛ فإن ذلك يعد حرزا من الحسد والشياطين، ويجلب الطمأنينة للقلب، كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً