الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزمني الصبر على ظلم زوجي أم أن هناك ما تنصحونني به؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي مع زوجي كل يوم أكتشف فيه طبعا أمقته أكثر وأكثر، لا شيء يوجد بيننا، لا مودة، ولا حب، وحتى الاحترام يتلاشى شيئا فشيئا، فهل الصبر فقط على ما قدره الله لنا من عنده من نقص صحة أو مال، أو إذا كان الصبر أيضا على متاعب الإنسان وظلمه؟ علما بأننا نستطيع الابتعاد عن ذلك الإنسان والعيش بكرامة.

وجزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصبر مطلوب شرعا في كل حال، ومع كل حدث، وأجره عظيم قال سبحانه: ﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾.

والمشكلات العائلية والزوجية من الأمور المطلوب الصبر والتحمل فيها والأخذ بأسباب حلها، لذا ننصحك بالبحث عن أسباب مشكلتك مع زوجك، ومعالجة تلك الأسباب، وخاصة إذا كانت واضحة، فغالبا المشكلات الزوجية تكون بسبب عدم القيام بالواجب أو التقصير في الحقوق من أحد الزوجين أو كليهما.

والحب بين الزوجين يحتاج إلى بذر ورعاية وعناية به حتى ينمو، وغالبا تكون المرأة هي القادرة على بذره وتنميته؛ لأن لديها عاطفة ومشاعر كبيرة، فننصحك بإقناع نفسك بحب زوجك والتودد إليه، وبذر الحب بينكما، ومحاولة إنعاشه بكل الأساليب المتاحة، والصبر على ذلك، وإن شاء ستجدين تغيرا إيجابيا من زوجك نحوك.

ولا تنسي الدعاء بصلاح الحال وتحبيب زوجك إليك وتحبيبك إليه؛ فالقلوب بيد الله سبحانه والتأليف بينهما منه وحده سبحانه.

ولا ننصحك بالاستعجال في موضوع الفراق الآن، بل ننصح بقطع التفكير فيه الآن، وتشجيع النفس على التفكير الإيجابي بالزوج والبقاء معه، والسعي في إصلاح العلاقة بينكما، واستحضار الأجر والثواب في ذلك، وفتح باب الأمل والتفاؤل، والأخذ بأسباب الحل، وإن شاء الله تتحسن أحوالكم قريبا وما ذلك على الله بعزيز.

وفقكم الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً