الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخجل المفرط وأكون اجتماعية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 18 سنة، مشكلتي: أنني غير اجتماعية، وأعاني من الخجل المفرط عندما أكون بين الناس، ولا أشاركهم الحديث وأبقى صامتة إلا إذا تحدث معي أحد فإني أجيبه.

لدي صديقتان فقط، علما أني غير خجولة في البيت ومع المقربين، علما أن عقلي يوحي لي أن الأمر طبيعي.

أريد أن أغير هذه العادة السيئة ولا أستطيع، مرات قليلة أجد نفسي جريئة وأتحدث، وفي بعض الأحيان أقرر أن أذهب إلى طبيب نفسي؛ لأن هذه الصفة أصبحت مشكلة في حياتي، حتى أنه تقدم لي شخص وعندما وجد أنني لا أتحدث كثيرا لم يعد يتحدث معي.

أرجو وصف العلاج المناسب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بادئ ذي بدئ أقول لك: أن حالتك بسيطة، وليس هنالك حاجة لعلاجٍ دوائي حتى نصفه، فأنت لست مريضة، كل الذي تحتاجينه هو شيء من التوجيه والإرشاد في كيفية رفع المهارات الاجتماعية لديك، هذا هو الذي تحتاجينه.

أولاً: يجب أن تقدّري ذاتك التقدير الصحيح، أنت لست بأقل من الآخرين، لا تضعي في نفسك عيوبا هي غير موجودة في شخصك، الناس تتفاوت في درجة تفاعلها الاجتماعي وانفتاحها، وهذا الذي سمّيتيه بالخجل المفرط أريدك أن تعتبريه نوعًا من الحياء، والحياء شطر من الإيمان.

وهنالك أشياء تُساعدنا كثيرًا في التواصل الاجتماعي:
أولاً: محاولة تحسين والتحكم في تعابير الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت، هذه مهمة جدًّا، وبالنسبة للوجه: مثلاً الإنسان حين يبدأ بالسلام، حين تسلِّمين على صديقاتك أو على محارمك، على والدتك، أخواتك، هنا يجب أن نعرف أن التبسم المنضبط أمرٌ جيد، وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، نبرة الصوت: أيضًا يجب أن تكون معبِّرة، وحاولي دائمًا أن تُدربي نفسك على العطاء الكلامي الإيجابي، إذا قال أحدٌ "السلام عليكم" تقولين له: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالك؟"، يعني تحاولين أن تبني على ما قاله ولكن بصورة متسعة.

هذه تمارين بسيطة جدًّا يستطيع الإنسان أن يتعلَّمها وأن يتدرَّب عليها، لغة الجسد، حركة اليدين، هذه كلها مهمَة جدًّا، وكذلك طريقة الكلام ونبرة الصوت.

أنا أنصحك أن تجلسي في الفصل الدراسي في الصف الأول، لا تكوني في الصفوف الخلفية، تفاعلي مع المعلِّمات، هذا مهمٌّ جدًّا، انضمي إلى أي نشاط مدرسي، معظم المدارس بها أنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية، وفنون، حاولي أن تنضمي إلى أحد هذه الأنشطة، حتى ولو تحسين بالخجل، لكن تدريجيًا سوف تجدين أنه قد حدث لك نوع من الاندماج والتمازج الإيجابي جدًّا.

أرجو أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، مثلاً، إذا كان هنالك مركزًا لتحفيظ القرآن في منطقتكم فاذهبي إلى هذا المركز، وسوف تجدين أن هنالك الكثير من التفاعل الإيجابي جدًّا.

أريدك أيضًا أن تقومي ببعض التمارين الخيالية، تصوري نفسك أنك مثلاً أستاذة جامعية ويجب أن تقدّمي عروضا ومحاضرات وشيء من هذا القبيل، حاولي أن تشاهدي بعض البرامج التليفزيونية الناجحة والجيدة والمنضبطة وضعي نفسك في مكان المذيع أو المذيعة لذلك البرنامج، وهكذا.

إذًا البحث عن أمثلة إيجابية حيَّة في الحياة والتمثّل بها هو أمرٌ جيد.

لا تنزعجي، -إن شاء الله تعالى- الذي بك هو حياء أكثر ممَّا هو خجل، ولا تحتاجين لأي نوع من العلاج الدوائي من وجهة نظري، فقط اطلعي واقرئي أكثر عن التنمية البشرية، تطوير المهارات، والذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني. هنالك عدة كتب وعدة موضوعات منشورة على الإنترنت حول هذه المواضيع، وهذا أيضًا سوف يساعدك -إن شاء الله تعالى- كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً