الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل فارق السن بين الزوجين سيكون سبباً في مشاكل زوجية؟

السؤال

أنا فتاة عمري 24 سنة، منذ أيام عقد قراني على رجل عمره 49 سنة، وبعد أشهر سيكون العرس إن شاء الله، لحد الآن لم أر من هذا الرجل ما يعيبه فحتى مهري كان كما تمنيت ودعوت الله؛ فقد كان هو ثمن ذهابي للحج وقد دفعه مسبقاً دون أن نطلب منه.

مشكلتي: أنني رغم موافقتي ورغبتي في الزواج لإحصان نفسي إلا أني حين أقرأ أن فارق السن بين الزوجين يجب أن لا يتجاوز 15 سنة أخاف أنني أخطأت وتسرعت، رغم أن مواصفات الرجل التي تمنيتها وجدتها في زوجي، فهو كريم مثقف مظهره الخارجي مقبول، وحالته المادية ميسورة.

انصحوني بارك الله فيكم، هل زواجي برجل يكبرني ب 25 سنة خطأ كبير، وسيكون زواجي فاشلاً، أم أتوكل وأضع حياة نبينا الكريم وصحابته والتابعين نصب عيني؟

هل سيكون هذا الفارق سبباً في مشاكل جنسية من فتور أو غيره؟ لقد دعوت الله أن يعينني على رضا زوجي بما يرضيه سبحانه، وأن يجعلني زوجة صالحة، ولا أريد أن أكون ظالمة له، أنا أشعر بميل نحوه، وكذلك خوف من المستقبل.

أعينوني أعانكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أهنئكِ وأبشرك بهذا الزواج الطيب المبارك الذي بدأ بطاعة الله، وكان مهرك الحج، فأنعم به من زواج.

ثانياً ابنتي: ما قِيل عن فارق السن بين الزوجين، وأن هذا يسبب فشلاً، هذه مقولة لا يسندها الواقع، ولا يسندها شرعنا الحنيف، فمن ناحية الشرع فإن خير الهدي هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وكل هدى غير هديه ضلال، وقد تزوج السيدة عائشة أم المؤمنين وعمرها تسع سنوات، وهو قد تجاوز الأربعين، وكانت زيجة سعيدة مباركة.

ثالثاً: من المعلوم أن المرأة في الغالب لا تلد بعد سن الخمسين، ولكن الرجل قابل للإنجاب حتى سن الثمانين، وطاقة الرجل الجنسية أقوى، وهذا هو السر الذي أباح الله فيه الزواج بأربع نسوة.

أكرر القول ابنتي: إن الأهم في قضية الزواج هو الاختيار، وقد أفلحتِ الاختيار في الظاهر، وعليك الابتهال إلى الله تعالى بكثرة الدعاء أن يصلح حاله باطناً، وأن يجعل زواجكما ميموناً مباركاً، وأن يبارك لكما وعليكما ويرزقكما الذرية الصالحة، ويجمع بينكما على خير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً