الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم التفاهم بيني وبين زوجتي والمشاكل جعلاني لا أحب أطفالي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوج، وأب لطفلين، بسبب الحرب فقدت كل شيء وهاجرت لبلد آخر، طلبت من زوجتي تأخير إنجاب الأطفال بسبب حالتنا المادية الصعبة، وأنني غير مؤهل للعمل مؤقتا بسبب بعض الأمراض النفسية والصحية، وأن مسألة الإنجاب تكون فقط بالتخطيط والتفاهم، ورغم كل هذا خدعتني وتوقفت عن أخذ حبوب منع الحمل بدون علمي، وأصبح الحمل والطفل الجديد أمرا واقعا وعبئا نفسيا ثقيلا لا مفر منه.

إضافة أنه لا يوجد تفاهم بيني وبينها، فهي تنفذ فقط ما يحلو لها ولا تهتم بميزانية المنزل والمصروف، ولا تهتم بالأولاد فمستوى تفكيرها فقط في المطبخ وتنظيف المنزل، ولا تملك رؤية مستقبلية.

استنفذت صبري بالحوار والنقاش ولم ينفع معها، تعاملني وكأني غبي لا أفقه شيئا، وكلما تحدثت معها بعدم الرضا عن تصرفاتها ترجع أمر غضبي إلى حسد الجيران والشياطين، ثم تقوم برقية المنزل وتقرأ القرآن، وسمعتها تقول لأمها أنني تحولت إلى رجل آخر بعد قراءة القرآن والرقية.

أصبحت رافضا لحياتي وواقعي وغير راض عن زوجتي وعلاقتي معها، ولا أستطيع النظر إليها أو حتى سماع صوتها وأشعر بضيق في صدري بسببها وبسبب جهلها، حتى أولادي لم أعد أحبهم وأتمنى أن أطلقها وأنتهي من هذا الكابوس.

أفيدوني برأيكم، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقع الاستشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:

1- الأمر الأول مسألة الحمل: لا بأس أن يتفاهم الزوجان على تأخير الحمل لبعض الوقت، ولكن بما أن الحمل قد حصل فأرجو ترك الخوف من وجود هذا المولود، فإن المسلم ينبغي أن لا يخاف من حصول أي فقر أو قلة نفقة إذا جاء المولود بل العكس هو الصحيح، فإنه كلما زاد عدد الأولاد زاد دخل الأسرة، وكراهية إنجاب الأولاد بسبب الفقر عادة جاهلية قديمة هدمها الإسلام، قال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا" [ سورة الإسراء اية ٣١ ]

2- الأمر الثاني مسألة الخلافات الزوجية التي نشأت في أسرتك: فهذا أمر يمكن التغلب عليه بعدة أمور:
- ننصحك بالصبر على ما يجري.
- عليك أن تذكر زوجتك بأن تكون متفهمة مطيعة لما تطلب منها.
- أكثر من الدعاء لزوجتك بأن يصلح الله حالها.
- حاول مرة أخرى أن تجلس معها جلسة مصارحة لتفهم أسباب الخلافات الزوجية ثم السعي إلى إصلاحها، ولا مانع من إدخال بعض الناصحين من أهلها فيما يجري من خلاف.
- حاول أن تنظم معها مصروفات المنزل من غير تبذير ولا تقتير.

3- أما الأمر الثالث دعوى امرأتك أن هناك إصابة بالحسد في منزلكم: هذا أمر محتمل ووراد، ولا مانع أن توافق على الاستمرار في الرقية الشرعية لك ولها وأن تُقرأ في البيت سورة البقرة، ولا شك أن هذا من الأسباب الناجعة لحل الخلافات الناشئة عن مرض الحسد.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً