الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بهلاوس وضيق كلما خرج زوجي وبقيت لوحدي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رزقت بمولود منذ ثلاثة أشهر ونصف بعملية قيصرية بعد خمس سنوات من الزواج، قضيت فترة النفاس في شقتي لمدة 15 يوما، ثم انتقلت لأكمل النفاس عند أهلي في منطقة تبعد عن شقتي ساعة.

منذ أسبوعين أشعر بأني لا أطيق الجلوس في الشقة، عند خروج زوجي أشعر بهلاوس ووجود شخص معي، تعبت من هذا الإحساس على الرغم من أني كنت مرتاحة جدا وسعيدة بطفلي.

قرأت في النت عن أعراض ما بعد الولادة، وتبين لي أن أعاني بعضا منها، أرجو إفادتي، وأن تدلوني على حل لمشكلتي فإني في ضيق وكرب، علما أني لا أزور أحدا إلا أهل زوجي وأهلي فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، ونبارك لك المولود، ونسأل الله تعالى أن يجعله من الصالحين وأن يكون قرة عين لكما.

بعد الولادة هنالك ظواهر نفسية قد تصيب بعض النساء، هنالك قلق قد يحدث في الأسبوع الأول أو شيء من الشعور بالكدر والكرب، وهذا يصيب عددا كبيرا من النساء قد يصل إلى 50 إلى 60 % بعد الولادة، لكنه لا يكون شديداً ولا يكون مطبقاً ومدته قصيرة ويختفي تلقائياً، وبعض النساء قد يصبن بشيء من الاكتئاب والتقلبات المزاجية، وهنالك أيضاً بعض الظواهر الذهانية قد تظهر عند قلة من النساء.

أنا أرى أن حالتك هي مجرد نوع من القلق، ويجب أن لا نحمل الموضوع أكثر من ذلك في هذه المرحلة، بالتجاهل -إن شاء الله تعالى-، بأن تفرحي بطفلك، وأن تحاولي أن تنظمي وقتك لأن الفراغ أيضاً مشكلة كبيرة، اشغلي نفسك بما هو مفيد، احرصي على صلاتك إن كنت في طهارة، وعليك بالدعاء، وتلاوة القرآن هذا كله مهم جداً، وإذا كثرت هذه الأعراض أو أصبحت خارج نطاق تحملك وسيطرتك، هنا أعتقد أن الذهاب إلى الطبيب النفسي سيكون أمراً جيداً ومفيداً جداً بالنسبة لك، لأنك ربما تحتاجين إلى أحد الأدوية البسيطة التي تزيل قلق المخاوف والتوترات وتحسن المزاج.

عقار مثل زيروكسات بجرعة بسيطة خاصة زيروكسات سي أر سيكون مفيد جداً في مثل هذه الحالات، وهو أيضاً لا يتعارض مع الرضاعة، لكن لا تستعجلي الأمور، ولا تذهبي في هذه المرحلة للطبيب، تجاهلي، تفائلي، واستعيني بالله تعالى، و-إن شاء الله تعالى- هذه الحالة تنتهي تلقائياً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً