الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بعدم التوازن هل يدل على الإصابة بأورام الدماغ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ شهر من عدم الاتزان بصورة مستمرة، أو أنني هكذا أشعر، علماً بأنني أمارس حياتي بصورة طبيعية -الحمد الله-.

قرأت عن أعراض أورام الدماغ، وشعرت بخوف شديد رغم إيماني.

ذهبت إلى استشاري الأذن وقمت بعمل اختبار السمع وبعض اختبارات التوازن، و-الحمد لله- النتيجة طبيعية، وكذلك بالنسبة لتحاليل الدم.

وصف الطبيب تمرين أو مناورة سيمونت، أقوم بها تسع مرات يوميا لمدة أسبوع، لحين موعد المراجعة، مع تناول حبوب بيتاسيرك 16 مرتين يومياً، وعندما قمت بعملها للمرة الأولى شعرت بالدوار، ولكنه كان أخف عندما كررت التمرين.

أرجو الرد على استفساري وخاصة فيما يتعلق بموضوع الأورام، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أورام الدماغ ليست مرضا غامضا، بل له أعراض، وهو يحتل حيزا من المخ Space occupying lesion، ويضغط ويؤثر على الأنسجة المحيطة بالورم، ويعطل بالتالي عملها، ويؤدي إلى الوفاة في عدة شهور إن لم يكن أسابيع، ولا يصح أن تطلق الكلمة على عواهنها دون دليل، وتظهر أعراض ورم الدماغ حسب مكان وحجم الورم.

ومن بين أعراض ورم الدماغ الشّعور بالصّداع بشكل متكرّر، أو حدوث تغيّر في نمط الصّداع، بحيث يصبح الصّداع متكرّراً وغير قابل للاحتمال، مع الغثيان أو القيء في وقت مبكر خاصّة في الصّباح، وذلك بشكل متكرّر وغير مبرّر، ووجود مشاكل في الإبصار، مثل الرؤية الضّبابية، وفقدان تدريجي في الإحساس والحركة بالأيدي والأرجل، مع الإحساس بتنميل أو وخز في الذّراعين أو السّاقين، وضعف التوازن، ووجود خلل واضح فيه لدى المريض، وظهور مشكلات في النّطق لم تكن موجودة مسبقاً، مع تغيرات في المزاج والشّخصية، وعدم القدرة على التّركيز، وتشتُّت أفكار المريض بشكل واضح، ومشاكل في الذاكرة وتغيرات تدريجيّة في القدرات الفكريّة أو العاطفيّة، والخمول أو النّعاس بشكل زائد عن العادة.

ويؤكد أو ينفي ورم الدماغ الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي، وليس كل من عانى من بعض الصداع أو الدوخة لديه ورم في دماغه، فالمسألة ليست بهذه البساطة، ويفضل تناول حبوب بيتاسيرك 16 مج ثلاث مرات يوميا لمدة شهرين على الأقل، ثم نقلل الجرعة بعد ذلك، مع الاستمرار في أداء التمارين التي نصحك بها الطبيب؛ لأنها تعيد التوازن للسوائل الموجودة في جهاز الاتزان، ويسمى ذلك التمرين canalith repositioning procedure، ويمكن مشاهدة فيديوهات توضيحية على اليوتيوب لذلك الاختبار، وتكراره عدة مرات في اليوم.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم، وتسمى Endorphins، وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals، دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا، والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، والاستيقاظ مبكرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً