الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من القلق والتوتر وأخاف من النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاب، عمري 32 سنة، وسأقدم نبذة بسيطة عني قبل أن أسرد لكم مشكلتي الحالية، منذ قبل أكثر من عشرة سنوات أعاني من الرهاب الاجتماعي، وعدم الخروج من المنزل، كانت هذه أول مشاكلي النفسية، وفي السنوات الثمانية الأخيرة أصبحت أعاني من الخوف عند النوم؛ وسببه بأنني أخاف أن لا يأتيني النوم، وأصبحت أقلق وأتوتر كثيرا.

عانيت مع هذه المشكلة لأكثر من 7 سنوات، وازداد الأمر سوء مع مشكلتي الحالية التي بدأت قبل أسبوع ونصف تقريبا، فقد كنت أمارس التمارين الرياضية، وفجأة شعرت بألم في عضلات البطن، وانتقل الألم إلى المعدة، وأصبحت أشعر بعسر شديد في الهضم، مع ضيق في التنفس، وبدأت أقلق بشدة، وازداد التوتر.

ذهبت إلى المستشفى، وعملت الفحوصات، وأصبحت أفكر في الأمراض الخطيرة، مع أن الفحوصات كانت طبيعية، ولكن القلق استمر معي، وفقدت شهيتي عن الأكل، وأصابني الأرق، ولم أستطع النوم، زادت لدي مشكلة الخوف من عدم النوم، وأصبحت أشعر بخوف وقلق شديدين.

والآن أعاني من أرق وفقدان للشهية مع شعور بالخوف الشديد، والتفكير الكثير في الأمراض، وجفاف الفم، علما بأنني لم أتناول الأدوية النفسية في حياتي ما عدا دواء واحد اسمه (anti deprex) حبة واحدة قبل النوم, أتمنى منكم مساعدتي لعلاج هذه المشكلة؛ لأنني أشعر بالتعب والإرهاق الشديد.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك الرئيسية هي القلق والتوتر وهذا القلق يأتيك بأشكال مختلفة، بدأ بالرهاب الاجتماعي، ثم بالأرق والخوف من عدم النوم، والآن بالخوف من الأمراض الخطيرة وأعراض القلق الأخرى مثل فقدان الشهية، المشكلة الرئيسية هي القلق والتوتر، والآن أصبح عندك هاجس النوم، أهم شيء هو وقف هذا الهاجس، هاجس عدم النوم، والقلق يؤدي إلى عدم النوم، وعدم النوم يؤدي إلى مزيد من القلق وهكذا دواليك.

أنصحك: لا أعرف ما هو الإنتديبركس الذي تستعمله، ولكن هناك دواء يسمى (الميرتازبين أو الريمانون 15 مليجرام) هو مضاد للاكتئاب ومهدئ ويساعد في علاج القلق، ويساعد في النوم، يجب أن تستعمله ليلاً قبل النوم لكسر هذا الحاجز سوف يساعدك كثيراً في النوم وفي القلق والتوتر، استمر عليه لمدة شهر كامل، وإذا تحسن النوم بعد ذلك أيضاً استمر عليه لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ثم يمكنك التوقف عنه، ولكن يبدو لي أنك تحتاج إلى علاجات نفسية للقلق، علاج للاسترخاء وبالذات الاسترخاء عن طريق التنفس أو الاسترخاء العضلي.

وهذا يمكن أن يكون في الأول تحت إشراف معالج نفسي يعلمك مهارات الاسترخاء، وبعد ذلك يمكنك أن تمارسها في المنزل بنفسك، وهناك أشياء تفعلها -يا أخي الكريم- أيضاً تساعد على الاسترخاء مثل المشي يومياً مثلاً بدل الرياضة العنيفة التي قد تحدث شدا في العضلات، والمشي يومياً يؤدي إلى الاسترخاء.

ثانياً: تجنب شرب المنبهات ليلاً مثل الشاي والقهوة، وعدم أكل وجبات دسمة في الليل، وشرب كوب من الحليب الدافئ، وإذا لم يأتيك النوم فلا تظل في سريرك انهض وأعمل عملاً آخر حتى يغلب عليك النعاس، ثم حاول النوم مرة أخرى.

ولا تنسى -يا أخي الكريم- المحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر فكل هذا يؤدي إلى الطمأنينة -يا أخي- وراحة البال والسكينة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً