الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكتفي بالرقية الشرعية دون استخدام الأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على جهودكم وردودكم الطيبة.

أنا سيدة، معاناتي بدأت منذ سن 16 سنة، حيث أن جدتي سحرتنا كلنا نحن الحفيدات بسحر التصفيح، ظنا منها أنها تحمينا، وذات ليلة أصبت بخوف شديد وظننت أنني سأموت، بقيت معي هذه الحالة تذهب وتعود، ورفضت كل الشباب الذين تقدموا لخطبتي، وقبلت برجل بعد الرقية، ثم ارتحت من هذه الحالة لعدة أشهر بعد زواجي، حتى عادت لي مرة أخرى بعد الولادة، فرقيت نفسي مرة أخرى، لكنني أخاف إن سمعت بموت أحد الأقارب.

كما أهملت أولادي، وأحيانا أكرههم، وأغضب لأتفه الأسباب، وأكره زوجي أحيانا دون سبب، وأتتبع زلاته، والآن زادت حالتي منذ شهر رمضان الماضي بسبب كثرتي لتلاوة القرآن، بدأت أحلم بمنامات مزعجة ومخيفة، وتعبت كثيرا، فعملت الرقية والحجامة فارتحت قليلا.

أشعر بالقنوط والخوف والقلق إن قرأت القرآن أو طلبت العلم، وأكره كل شيء، فاضطررت للتوقف عن طلب العلم لكي لا أصاب بالأرق والخوف ليلا، وأحيانا أقلق بدون سبب، أو عند الذهاب لبيت أهلي، وأنا أعاني من القولون العصبي، أصبحت أنام على غير طهارة، وأنام على صوت البحر وهو هائج، وكأنه يمشي ورائي، ولما أقرأ القرآن يتوقف فأرجو توجيهي.

أردت الذهاب لطبيب نفسي، لكنني أفضل العلاج النفسي دون اللجوء للدواء، فما تشخيصكم لحالتي؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يبدو لي أن ما تعانين منه إنما هو من تداعيات السحر الذي فعلته جدتك، وما تعانين من تقلبات في حياتك، ومن كره لزوجك، وإهمال لأولادك، وترك تلاوة القرآن الكريم، والنوم على غير طهارة، والرؤى المفزعة كل ذلك ناتج عن السحر، ومما يجعلني أجزم أنك مصابة بالسحر أنك تتعافين، أو تخف حالتك فترة قصيرة إن فعلت الرقية، ثم تعود الحالة من جديد.

الذي أنصحك به أن تبحثي عن شخص أمين وثقة من أجل أن يرقيك بحضور زوجك، أو أحد محارمك لكي يشخص حالتك أولا، فإن تبين أنه سحر فيتعين في هذه الحال أن تباشري بالرقية، وأن تستمري على ذلك حتى تشفي -بإذن الله-، ولا أنصك أن تذهبي إلى طبيب نفساني إلا في حال أن تبين أنك لا تعانين من السحر.

احذري أن تتركي الصلاة، واجتهدي في توثيق صلتك بالله تعالى، فإن كانت تلاوة القرآن تزيد من حالتك فانتقلي مؤقتا للطاعات الأخرى، كصيام بعض النوافل وأداء صلاة الضحى، والتنفل ما بين الظهر والعصر، وما بين المغرب والعشاء، وصلاة الوتر، وأكثري من الذكر، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، ففي الذكر تحصين وطمأنينة للقلب كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابةن وسلي الله تعالى أن يشفيك ويعافيكن وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يشفيك كل داء، ويعافيك من كل بلاء والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً