الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم أسفل البطن ومن صعوبة التبول، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 41 سنة، طولي 175 سم، ووزني 100 كيلو جرام، أعاني من ألم أسفل البطن، وصعوبة نزول البول، وعدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل، حيث أن البول يتدفق بشكل بطيء، وبصعوبة دون ألم.

أجريت تحليلا للدم، ومزرعة للبول، وكانت النتائج سليمة، ثم عملت أشعة تلفزيونية على البطن والحوض، والنتائج سليمة، وأخذت كبسولة ثلاث مرات يوميا PEPPON CAPSUL E لاحتقان البروستاتا، مع العلم أنني أعاني من ارتفاع الكولستيرول، ودهون الكبد، فوصف لي الطبيب دواء فيسكور 20 مجم قرصا في اليوم لمدة 3 شهور، وأصر على الدواء نظرا لارتفاع نسبة الكوليسترول، ثم توقفت عن تناول دواء احتقان البروستاتا بعد أن تناولته لمدة شهر، وذلك عندما بدأت بتناول دواء الكوليسترول، أرجو الإجابة على الأسئلة التالية:

1- هل يمكن الاستمرار في تناول دواء الكولستيرول مع كبسولات علاج احتقان البروستاتا في الوقت ذاته دون تأثير أحدهم على الآخر؟

2- بعد استعمال دواء الكوليسترول لمدة عشرة أيام بدأت تظهر لي آلام أسفل الظهر، وفي الجانب الأيمن والأيسر، فهل هي الآثار الجانبية لدواء الكوليسترول، أم آلام ناتجة عن احتقان البروستاتا، وخصوصا بعد توقف دواء البروستاتا؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لقد ذكرت -يا أخي- أنك تعاني من مشكلة في تدفق البول، ولكنني أحتاج منك بعض التوضيح حول النقاط التالية:

أولا: متى بدأت معك هذه الأعراض، وهل تضطر للاستيقاظ ليلا للتبول، وهل عندك ظاهرة البول المكرر؟ كأن تتبول ثم تذهب لتبول كمية كبيرة نسبيا بعد فترة وجيزة من الأولى، وهل عندك إحساس بعدم إفراغ المثانة بصفة كاملة، وهل تعاني من الإمساك المزمن، أو من الضعف الجنسي، وهل لديك أمراض عصبية، أو ارتفاع في سكر الدم، وهل كنت تعاني منذ طفولتك من مشاكل في المسالك البولية؟

وأرجو أن يتسع صدرك لي، وأن لا تؤاخذني فإنني لا أقصد إلا الإفادة: هل عانيت يوما من السيلان البولي، أو هل تعرضت لحادث تضمن كسورا بعظام الحوض؟

ولنبدأ في الشرح بأن أسباب ضعف تدفق البول كثيرة، ولعل أكثرها شهرة هو التضخم الحميد في غدة البروستات، والذي يسبب الكثير من الأعراض التي ذكرتها في أول هذا الرد.

أما الأسباب الأخرى فتشمل التضيق في الإحليل، أو مجرى البول داخل الذكر، أو وجود خلل في منطقة عنق المثانة، أو وجود خلل في وظيفة المثانة ذاتها، أو وجود مشكلة في الأعصاب المسيطرة على المثانة.

ولكي أشرح مهمة المثانة؛ فإن للمثانة وظيفة هامة تتكون من جزأين:

الأولى: وتسمى بوظيفة التخزين، وهي حفظ البول لحين الامتلاء، أو حين اختيار الشخص الذهاب لدورة المياه للتفريغ بالتبول، وعدم السماح للبول بالخروج إلا برغبة الشخص نفسه.

الثانية: وأما الوظيفة الأخرى فهي وظيفة التفريغ أو التبول.

مما يظهر لي من شرحك لحالتك: فإنك لا تعاني من مشكلة في التخزين، بقدر ما تعاني من مشكلة في التبول أو التفريغ، وذلك بملاحظتك بعدم القدرة على الإفراغ الفوري للمثانة، واضطرارك لأخذ وقت طويل في التبول، ويعود هذا الخلل الأخير لوجود انسداد في طريق البول مثل حالات تضخم البروستاتا، أو تضيق مجرى البول، أو تضيق عنق المثانة، أو قد يعود لضعف وفشل في عضلة المثانة ذاتها؛ مما يؤدي بها لعدم التمكن من التفريغ الكامل للبول.

بالنسبة للشخص الطبيعي فإنه يجب ألا يعاني من آلام أسفل الظهر، أو في أسفل البطن أو المثانة مهما بلغت درجتها من الامتلاء، هذا ومن النادر جدا أن تؤدي التهابات، أو أمراض المسالك البولية إلى آلام الظهر إلا في ظروف ضيقة مثل: الالتهابات المزمنة في البروستاتا، أو الأوروام الخبيثة المتقدمة فيها، والتي فيما يبدو لي ليست متعلقة بحالتك.

ولهذا؛ فإنه يجب عليك أن تعرض نفسك على طبيب متخصص في المسالك البولية، والذي يتوجب عليه بإجراء الفحص الكامل لك، ولغدد البروستات، ومعرفة ما هي مشكلتك البولية بالضبط، ففحوصاتك يجب أن تشمل أخذ تاريخ مرضي دقيق، وإجراء فحص سريري كامل يشمل فحص غدة البروستات، ومن ثم إتباع ذلك بإجراء فحص لتدفق البول عندك باستخدام جهاز خاص كخطوة أولى يتبعها إجراء فحوصات للبول والدم تشتمل على مزرعة للبول، أو فحص مجهري للبول ووظائف الكلى، والسكر والدهون والبي إس ا وهو فحص خاص بالبروستات، يصعد في حالات التضخم الحميد والخبيث، والتهابات المثانة، كما يتعين عليه أن يطلب لك فحصا للبطن والحوض والبروستاتا عن طريق الموجات الصوتية لمعرفة حالة الكليتين والمثانة وحجمها، ومدى فعاليتها في التفريغ الكامل عند التبول، أو وجود نسبة كبيرة من البول في المثانة بعد التبول، وأخيرا تقديرا لحجم البروستات.

ويمكن استتباع هذه الفحوصات بإجراء فحص دقيق لوظيفة المثانة، باستخدام مختبر خاص يسمى مختبر دراسة ديناميكية المثانة الوظيفية، وذلك باستخدام الحاسب وبرنامج خاص، وفي حالات قليلة قد ينصح الطبيب بإجراء منظار تشخيصي للإحليل والبروستاتا والمثانة، وعند اكتمال الصورة، فحينئذ يمكن للطبيب أن يعطيك توصيفا دقيقا لحالتك مستصحبا بالعلاج المناسب، وأنصح في هذه الحالة بالبدء بإعطائك دواء من نوع مضادات الألفا كدواء الأومنك، أو التامسولوسين، أما دواء الببون فهو مكمل غذائي، وليس ما يوصف للبروستات كخيار أول للسيطرة على الأعراض التي توصفها.

وبالنسبة لعلاج الكولسترول؛ فهناك أنواعا عدة، ولا يمكنني ببساطة أن أعمم وأذكر لك أن سبب ما تعاني منه يرجع لاستخدامك لهذا الدواء أو ذاك:

فأولا: لأنني أنصح بشدة بتكملة تناولك لهذا الدواء، لما عرف عنه من تنقيص الكولسترول، والذي قد تؤدي زيادته إلى عواقب وخيمة كأمراض تصلب الشراينين والقلب.

وثانيا: يجب أخذ رأي الطبيب المعالج شخصيا؛ لأنه يعرف ماذا قد وصف لك.

وثالثا: يمكن أيضا من سؤال طبي للأمراض البولية من ذلك، والذي سيصف لك العلاج المناسب، مع التشخيص المناسب لحالتك، ولأوجاعك المختلفة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً