الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاني والدتي من ضعف الذاكرة وعدم الاتزان بعد الجلطة.. فهل يمكنها الشفاء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب لكم لأنني لم أشاهد ولم أقرأ ولم أجد إنسانية في موقع أو عيادة أو مستشفى مثلما قرأت ولمست في ردودكم النافعة والمشبعة، ومعاملتكم الطيبة لكل شكوى، وشكواي في السطور التالية:

والدتي تبلغ من العمر 77 عاما، وكانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكر تحت السيطرة، ثم قامت بإجراء قسطرة قلبية منذ ثمانية أعوام، وكذلك لديها ضعف نظر وراثي منذ الطفولة، بالإضافة إلى أنها لم تكن تتبع نظاما صحيا سليما في الغذاء، زد على ذلك أنها كانت تدخن بكثرة.

منذ سبعة شهور أصيبت والدتي بجلطة دماغية (CVA)، وشخصها الأطباء بأنها في جذع المخ، والجلطة أدت إلى تلف بعض خلايا المخ، ونتج عنها شلل في الأطراف من الجهة اليسرى، وصعوبة في البلع، وفقدان التركيز، وضعف الذاكرة القريبة، تنسى سريعا ما حصل معها وما قيل لها، وتعيد تكرار السؤال وتكرار كلام من حولها، واستمرت على ذلك لمدة أسبوعين بالمستشفى.

وللأسف لم يكن يصاحب الفريق الطبي الذي أشرف عليها بالمستشفى طبيب علاج طبيعي، ولم نبدأ في إجراءات العلاج الطبيعي إلا بعد شهر من تاريخ خروجها من المستشفى.

وما تم اتخاذه حيالها من إجراءات العلاج الطبيعي اقتصرت على جهاز كهربائي لاستفزاز العصب 10 جلسات، ثم علاج طبيعي يقتصر على عمل تمارين فرد وثني الأطراف، ومحاولة إيقاف والدتي على أقدامها وسيرها، ولكن لا تستطيع حتى الآن الجلوس متزنة، وكذلك عدم القدرة على تثبيت رأسها والتحكم في توجيهه يمينا أو يسارا أو للأعلى، دائما تميل رأسها للأسفل.

لا يوجد تلعثم في نطقها بل الحروف صحيحة وواضحة، لكنها قليلة الحديث، وإن لم نخاطبها أو نسألها لا تتكلم إلا في بعض الأحيان النادرة جدا، كما تشعر بصعوبة في التنفس، والجدير بالذكر أنه عند جلسة الاستنشاق يزداد وعيها، فتتجاوب نوعا ما مع من حولها.

لكن حتى الآن لا تستطيع أكل الطعام غير المطحون، وحتى أقراص الدواء يتم طحنها لها، وهذا ما أوصى به الأطباء لدى خروجها من المستشفى، وضغط الدم غير ثابت ومتقلب، في الأغلب يرتفع ليصل إلى 220/100، وفي بعض الأحيان يهبط إلى 90/60.

بخصوص الأدوية التي تتناولها حتى الآن منذ حدوث الجلطة هي:
1- ASPICOT " acetylsalicylic acid 100 mg" قرصا واحدا يوميا.
2- Adaalat LA 60 " nifedipine" قرصا يوميا.
3- CYNT " Moxonodine 0.4 قرصا صباحا ومساء.
4- Depakine " sodium valporate 500 mg" قرصا صباحا ومساء.
5- Crestor 10 mg قرصا مساء.
6- Vital G كبسولة صباحا.
7- Sedacoron " amiodarone 200 mg نصف قرص صباحا.
8- Concor 5 mg قرصا مساء.
9- Burinex " Bumetanide ph 5 mg نصف قرص صباحا.

هل يوجد أمل أن تتحسن حالة والدتي وتسترد ولو جزءا من وعيها، يكفي بأن تعرف من حولها؟ وكذلك هل تستطيع الجلوس والوقوف والمشي مرة أخرى؟

أفيدوني جزاكم الله كل خير وملأ ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ghada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي هذه المرحلة فإن عدم القدرة على الكلام الكثير، وفقدان التركيز، ونسيان بعض الأمور الحياتية، وكثرة الأسئلة عن الشيء نفسه، ليس بسبب الحالة المرضية التي تعاني منها خصوصا الجلطة، وما أدى إليها من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول والتدخين لفترة زمنية طويلة، ولكن هناك سبب آخر لذلك، وهي حالة تسمى dementia، أو الخرف، وهو اضطراب غير قابل للشفاء في المخ.

وللخرف أسباب متعددة، منها حدوث تلف في المخ ناتج عن ضيق وتصلب الشرايين التي تزود المخ بالدم، حيث يؤدي حرمان خلايا المخ من الدم الكافي لكذلك، فإن التقدم الطبيعي للعمر يؤدي إلى الخرف، ومن بين الأمراض الشائعة بعد سن السبعين، الذي يؤدي إلى 80% من حالات الخرف هو مرض الزهايمر.

ولذلك فإن الوالدة -حفظها االله- ويسر لها أمر الشفاء ومتعها بالصحة والعافية تحتاج إلى رعاية فائقة، طبية ونفسية واجتماعية، وتحتاج إلى ضبط وعلاج ضغط الدم، حيث أنها تتناول أربعة أدوية لعلاج الضغط وهي Adaalat LA و Moxonodine 0.4 و Concor 5 mg، بالإضافة إلى مدر البول Burinex، وهذا ما قد يفسر هبوط الضغط ليصل إلى 90 / 60، ولذلك يجب متابعة وقياس الضغط بصورة مستمرة، ومراجعة الطبيب المعالج، ويفضل إما أن تكون الوالدة في قسم داخلي في أحد المستشفيات الخاصة بكبار السن، أو أن يتم توفير خدمة طبية لها في المنزل.

ومن المهم ضبط مستوى السكر والكوليستيرول، وعمل تحليل بول، والتأكد من عدم وجود إمساك ومساعدتها في الحركة من خلال كرسي متحرك، ومن خلال العكاز المعدني ذي الأربعة أرجل، لكي ترى الأجواء والأماكن المحببة إليها في السابق، والإكثار من التحدث إليها، وعرض ألبوم صور للعائلة معها لمحاولة تنشيط ذاكرتها، ولا مانع من إعطائها بعض المكملات الغذائية، وكبسولات أوميجا 3، ورويال جلي، وندعو الله لها بالصحة والعافية.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً