الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اختلال الآنية وأجد صعوبة في ممارسة حياتي بشكل طبيعي، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتوري الفاضل: أنا شاب أعاني منذ سنوات من اختلال الأنية، وقلق شديد ورهاب، واكتئاب ووساوس متعددة، راسلتكم قديما منذ سنوات، حيث أخبرتكم أنني تناولت جميع الأدوية النفسية والعصبية بجميع أنواعها ولم أتحسن منذ عام ونصف، وإلى الآن أتناول بروزالك ٤ حبات، وفالدوكسان حبة مساء، فشعرت بتحسن بنسبة ٥٠ بالمئة، حتى اختلال الأنية خف كثيرا، لكن كان عندي بعض الأعراض منذ سنوات إلى الآن لم تختف، ولم أجد لها حل، وهي تؤرقني بشكل كبير.

- زغللة بالعينين بشكل كبير، ومن أقل مجهود، وعندما تصبح الزغللة أشعر بأنني انفصلت كليا عن كل شيء حولي، وأفقد التركيز، مع ألم في العيون، وشد على الأسنان، وشد بالأعصاب بشكل عام، مع العلم فحص النظر كان سليما، وفصلت نظارة للكمبيوتر.

- صعوبة الفهم والاستيعاب، يجب أن أقرأ الجملة أكثر من مرة حتى أستوعب، حيث أشعر وكأنني مغيب.

- مزاج متقلب من فترة لفترة.

- أنام كثيرا، ولا أكتفي، وأشعر دائما بالكسل والتعب من أقل مجهود.

- تثاؤب مستمر، مع دموع غزيرة.

- تزداد الحالة عندما أدخل البيت، حيث لا أطيق الجلوس فيه، وعندما أدخل البيت مباشرة أشعر بالنعاس.

- لا أستطيع التركيز بشيء، فإذا جلست مع شخص وتكلمت معه أشعر بالانفصال وعدم التركيز.

- ألم بالعينين واحمرار، وشد على الأسنان، وعصبية دائمة من أتفه الأمور.

- أخذت عدة جلسات سلوكية بدون أي فائدة تذكر، وجربت جميع الأدوية والاعشاب، وكل الوسائل دون جدوى، فما تشخيصكم لحالتي؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

اختلال الآنية عندما يكون مصاحبا بأعراض قلق وتوتر، يكون هو جزء من مرض القلق، وليس اضطراب في حد ذاته، وعلاجه طبعاً هو علاج القلق والتوتر، -الحمد لله كما ذكرت- أنك تحسنت بنسبة 50 % من معظم الأعراض، ولكن بقية أعراض أخرى في مجملها هي أعراض قلق واكتئاب.

لكن ذكرت شيئا مهماً أن هذه الأعراض تزداد عندما تدخل البيت، لا أدري هل توجد هناك مشاكل في البيت، لأن هذا يكون له بعد رمزي، ظهور الأعراض عند دخولك للبيت، وعندما تكون خارج البيت تكون طبيعيا، هل هناك مشاكل في المنزل؟ هل هناك أشياء في الأسرة تؤدي إلى مثل هذه الأعراض؟ لأن هنا الأدوية لا تكون مفيدة، يجب تناول هذه المشاكل ومناقشتها من خلال الجلسات النفسية.

هنا الجلسات النفسية أيضاً لا تكون جلسات علاج سلوكي، تكون جلسات نفسية دعمية، أي يترك لك المعالج أن تتحدث عن مشاكلك بإسهاب، وتخرج الهواء الساخن من داخلك، فهذا يساعد كثير جداً في تقليل الأعراض التي تعاني منها -يا أخي الكريم-.

الشيء الآخر: يمكنك بالمتابعة مع الطبيب دائماً تغيير العلاجات أو تغيير الجرعة، لأنه توجد علاجات كثيرة جداً لعلاج اضطرابات القلق والاكتئاب، فما عليك إلا المتابعة المستمرة مع الطبيب، -وكما ذكرت- إذا كان هناك مشاكل أسرية أو ضغوط في المنزل فيجب معالجتها بالطرق النفسية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس هارون

    أخي السائل بعد أن طرقت باب الاسباب الطبيبة ولم تنفعك
    حافظ على الصلوات وخاصة الفجر قم الليل ولو ركعتان لا تضيع دعاء القنوت ،أكثر من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ففيها تفريج للهم أكثر من قرأت القرءان والذكر وخاصة إذا ما دهمك الوسواس أكثر من الاستغفار ،أنظر لعل هذا مصيبة أبتليت بها لظلمك لشخص أصلح علاقتك بالله وبالناس وأصلح قلبك .أحسن الظن بالله ولا تيأس وان الشفاء قريب إنسى أنك مريض ولا تحاول ان تذكر نفسك بذلك أشغل نفسك بعمل أو بدخول الى جمعيات خيرية ولا تكن في فراغ فهو رأس كل مرض
    في النهاية ادعو لك بالشفاء العاجل ولجميع المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً