الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت خطيبتي لسوء طباعها إلا أنني ما زلت أحبها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

لي خمسة سنوات منذ أن خطبت فتاة مسلمة، ولكنها تربت وترعرعت في استراليا، في بادئ الأمر أردت منها أن تلتزم بدينها وتعاليمه، وعاهدتني وأبدت رغبتها في التغيير الجذري، وكوني من بلاد الحرمين ومن عائلة ملتزمة -الحمد لله- وأحفظ من القرآن ما تيسر، حاولت أن أساعدها ووالدها، وهذا كله كان عن طريق الهاتف بعد النظرة الشرعية.

وشددت عليها في الصلاة ثم جانب الأخلاق من السب والشتائم والكذب ومحادثة الرجال الأجانب وغيرها، ولم تكن البداية موفقة، ولكن ظلت تخفق وتعتذر في كل مرة تكذب أو تغش، أو أكتشف شيئا، ثم نتصالح، وظل الحال كذلك إلى السنة الخامسة، والله بدون مبالغة لم أسترح أسبوعين كاملين في تلك العلاقة بدون صراخ وكذب وسب وشتائم وأيمان مغلظة، ثم بعدها بأيام تأتي وتعتذر، والمشكلة الآن أني أشعر بالحب تجاهها.

وأنا والله في حالة اندهاش من أمري، حيث أن المرأة ليست على قدر من الدين والأخلاق، وكثير من الجوانب فيها ليس كما أريد، وأكاد لا أرى فيها شيئا جيدا من جوانب عديدة، ومع ذلك أفتقدها إذا مضت أيام ولم نتحدث، وفي كل مرة تضعف هي وتتصل وتعتذر وأقبل عذرها ونتصالح.

والآن لي أكثر من ثلاثة أسابيع منذ أن افترقنا، واتصلت أمس أكثر من 100 مرة بدون مبالغة، وأرسلت تعتذر، ولكني لم أجبها، وأصررت على موقفي، رغم أن رسالتها كانت للاعتذار والاطمئنان، وتريد أن تريحني وتتركني، ولكني أعلم لو أجبت على اتصالاتها لكنت ضعفت ورجعت العلاقة.

سؤالي هو: كيف أتجاوز هذا الحزن في غيابها؟ وكيف أحذفها من عقلي وأفكاري؟ علماً بأني أعلم أنه لا مستقبل بيني وبينها، ولكنها تُضعفني برسائلها في كل مرة، أرجوكم أفيدوني ماذا أصنع؟ وهل أرد عليها؟ علماً أنه حتى لو أجبتها لن أتوصل إلى أي تفاهم بعصبيتها المفرطة وألفاظها النابية وصراخها المتوالي، وكيف أرتاح من هذا كله بدون التفكير فيها؟

عذراً على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- معيار الدين والأخلاق في الزوجة هو الأهم لبناء أسرة صالحة سعيدة، وحيث أن هذا المعيار شبه مفقود لدى تلك المرأة حسب وصفك لها، وكذلك أنك بذلت وقتا وجهدا لإصلاحها خلال خمس سنوات، ولم يؤثر ذلك فيها، ولديك قناعة بعدم صلاحيتها لك، فقرارك بالمفارقة لها هو الحل الأمثل للمشكلة من جذورها .

- ويبقى معك فقط كيفية التخلص من تذكرها والتعلق بها، هذا الأمر يحتاج وقتا حتى يذهب شيئا فشيئا، وأول خطوة هي قطع التواصل معها نهائيا، وإلغاء كل وسائل التواصل بها، وتغيير أرقامك وعنوانك حتى لا تشغلك برسائلها.

- ثم قطع التفكير بها تماما، وعدم السماح للنفس بتخيلها أو استذكارها.

- ثم شغل نفسك بالبحث عن زوجة صالحة غيرها، وأفرغ مشاعرك معها، وستنسى هذه الفتاة من خيالك.

- ولا تنس الدعاء والتضرع إلى الله بنسيانها، وإبدالك خيرا منها.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً