الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العمل مع عدم وفاء زوجي بالتزاماته نحوي؟

السؤال

السلام عليكم

كنت مطلقة، ولم أكن أحبذ فكرة أن أكون الزوجة الثانية، ولكن ما حدث أن قدري أن أكون كذلك.

قام بخطبتي رجل متزوج وأخبرني أن زوجته موافقة ولا توجد أية مشكلة مع أولاده، كما أخبر أهلي بذلك. فتزوجنا لكنه لم يعلن زواجه حتى لزوجته التي كانت تعلم قبل زواجنا، والتقينا بالمحكمة حتى نوقع على أوراق الموافقة.

أسكنني بولاية تبعد مدة 45 دقيقة عن عائلته، وقبل الزواج طلب مني أن أضحي بالمبيت ويعوضني، وفعلا وافقت على المبيت ليلة عندي بليلتين عند الزوجة الأولى، لكن ما حدث أنه نادر ما يبيت عندي، حتى أصبح يبيت عندي ليلة كل 7 ليال؛ نظرا لظروفه المتمثلة في أن الزواج غير معلن، ونظرا للبعد، وقد تكون هناك أسباب أخرى لا أعلمها.

وعدني بعدة أمور لكن لم يف بأي وعد، وكذب عليّ في أمور كثيرة.

مع مرور الوقت أصبحت لا أتحمل الوحدة لأنها تقتلني لا أهلي ولا هو ولا أهله!! فأصبحت بيننا مشاكل كثيرة كلها لهذا السبب.

والآن هو يريد أن يطلقني بحجة أنه لم يجد ما يبحث عنه من الزواج الثاني، وأنا لا أتحمل فكرة طلاقي للمرة الثانية، فطلاقي الأول بسبب العقم، والآن الطلاق للمرة الثانية!! لا أستطيع التحمل.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صباح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي أن الإيمان بالقضاء والقدر له أثر عظيم في راحة النفس وهدوء البال. فعلى المسلم أن يرضى بما قسم الله له في هذه الحياة، ولا يتسخط على أقدار الله، وأن يأخذ بالأسباب المباحة لتحقيق ما يصبوا إليه من آمال وأهداف.

- وما وقع لك من طلاق أولا، ثم زواج بالصفة التي ذكرتي، هو قضاء وقدر، لا يجوز لك التسخط عليه بل عليك التسليم والرضا، وعدم فتح باب لخواطر الشيطان ووساوسه في نفسك من أجل أن يحزنك بها، قال صلى الله عليه وسلم: (استعن بالله ولا تعجز، ولا تقل: لو أني فعلت كذا، لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل).

- وكون الرجل كذب عليك ولم يف بما تم الاتفاق عليه؛ فيجب نصحه في ذلك ووعظه أن يتق الله ويوفِّ بما التزم به، ويُذّكر بعقوبة الله لمن أخلف وعده، فإن استجاب فالحمد لله، وإن أصر على ذلك وكنت مضطرة للبقاء معه رغم ذلك، فيجوز لك التنازل عن طلباتك والقبول بما أمكن منها؛ حتى لا تدفعيه للطلاق الذي لا ترغبي فيه.

- كما يمكن إدخال شخص ثقة معروف لكما لحل الإشكال بينك وبين زوجك بصلح تتفقا عليه (والصلح خير).

- فإن أبى إلا الطلاق بعد هذا كله، فلا تحزني ولا تقنطي بل اصبري واحتسبي الأجر، وأحسني الظن بالله وثقي فيه فإن الله كريم عظيم، وسيعجل الله لك فرجا ومخرجا، قال سبحانه: ﴿وَإِن يَتَفَرَّقا يُغنِ اللَّهُ كُلًّا مِن سَعَتِهِ وَكانَ اللَّهُ واسِعًا حَكيمًا﴾، ومعنى الآية:
وإن تفرق الزوجان بطلاق أو خُلْع أغْنَى الله كلًّا منهما من فضله الواسع، فيغني الرجل بزوجة خير له منها، ويغني المرأة بزوج خير لها منه، وكان الله واسع الفضل والرحمة، حكيمًا في تدبيره وتقديره.

- وفي كل الأحوال عليك بالدعاء والتضرع إلى الله والالتجاء إليه، واطرحي مشكلتك بين يديه فإن الدعاء من أعظم أسباب حل المشكلات مهما كانت عصية.

وفقك الله لما يحب ويرضى، وأصلح لك حالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Sabahelanwar

    بارك الله فيك شيخ وجزاك الله كل خير. للاسف لقد تم الطلاق رغم كل تنازلاتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً