الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات حزن وكئابة تصيبني حتى لوكنت سعيدا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب في إعدادي هندسة، وأرغب في دخول قسم العمارة، وأعاني من مشاكل عديدة وهي كالآتي:-

1- أعاني من الذهان، وقد استمريت على دواء لمدة شهر وتحسنت حالتي كثيرا من حيث الأفكار السخيفة والأصوات التي كنت أسمعها بشكل خفيف، وكذلك الشك في البديهيات زال تدريجيا، ولكنه ما زال موجودا بشكل خفيف، وقد أوقفت العلاج لمدة 7 شهور، وذلك لأنني لا أستطيع أخذ الدواء في المدينة الجامعية.

2- أعاني من ضعف بدني وضعف الشخصية، وأريد أن أبدأ من الآن، ولكن هناك مواقف كثيرة حدثت لي، مثل إهانة شخص ما لي بشدة، ولم أرد عليه، فكلما حاولت تقوية نفسي بدنيا ونفسيا تذكرت تلك المواقف الحديثة والقديمة، وهي تؤلمني وتزعجني، ولا أستطيع منعها.

3- أعاني من اكتئاب غريب جدا لا أعرف نوعه، وهو أنني أشعر أحيانا بنوبات من الحزن والاكتئاب عندما أنظر لشيء جميل كمبنى مثلا، فيتوقف الاستمتاع به ويصيبني شعور بالاكتئاب، وبأن المبنى سيقع فوق رأسي، وأحيانا تأتيني أفكار اكتئابية مرعبة جدا جدا بأن شيئا مرعبا سيحدث، ولا أستطيع منعها، كذلك أتخيل مواقف أبدو فيها رائعا جدا، وأتخيل مواقف أكون فيها سعيدا جدا، وأتخيل أنني عالم فيزياء أو كيمياء أو أنني اخترعت شيئا أفاد البشرية.

4- لا أستطيع فتح حوار مع الأصدقاء أو إغلاق الحوار، ولست سريع البديهة.

5- أريد تكوين صداقات وأكون اجتماعيا، وأعوض ال 20 سنة التي لم أعشها بشكل صحيح، فأنا ناجح جدا في الدراسة فقط لا غير، هذا كل ما أجيده.

ملحوظة:- الدواء التي كنت آخذه هو كوجينيتونول 2 أدوية أخرى لا أتذكر اسمها، لكنها باهظة الثمن جدا، وأحدهما لونه أزرق غامق والآخر لا أتذكر لونه أو شكله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان تشخيصك صحيحًا اضطرابًا ذهانيًا فغالبًا يجب عليك في الاستمرار في الدواء لفترة طويلة قد تمتدَّ إلى سنة أو أكثر، ويجب عدم ترك الدواء إلَّا تحت إشراف الطبيب النفسي، ولا أدري ما هي المشكلة في أنك لا تريد تناول الدواء في المدينة الجامعية، حتى وإن كنت تسكن مع شخص آخر، فيمكن إعطاء أي تفسير أنك تتناول فيتامينات أو شيء من هذا القبيل، إذا كنت لا تريد أن تفصح عن الدواء الذي تتناوله.

وإذا كانت تعاني من ذهان – أخي الكريم – لا، فيمكن أن يكون عندك ضعف شخصية، قد يكون هذا من أعراض أو من آثار الذهان على شخصيتك، وأيضًا عدم نسيان الإساءة، والاكتئاب الغريب الذي ذكرته، ومشاكل العلاقات مع الآخرين، وبعض الأشياء تبدو كالوسواس، قد تكون كل هذه ناتجة عن الذهان –أخي الكريم– وذلك مهمٌّ جدًّا الاستمرار في العلاج تحت إشراف طبي.

الكوجينيتونول الذي ذكرته هو للآثار الجانبية لمضادات الذهان، وواضح من هذا الدواء أنه أُعطي لك لمضادات الذهان، وطبعًا لم تذكر أسمائها، ولذلك لا نستطيع أن نحدِّد ما هي، ولكن نصيحتي الرئيسية لك بالاستمرار في مراجعة الطبيب، والاستمرار في أخذ الدواء، وعدم التوقف عنه إلَّا بعد مشورة الطبيب النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً